الموروثة، بينما لا نجد اثراً لتعريف الاضولية في المعاجم اللغوية العربية إلا
جذر الكلمة بمعنى أسفل الشيء.
وحتى العلماء المسلمون في العصر الحديث حينما استخدموا مصطلج
(الأصولية)، استخدموه بمعنى القواعد الاضولية التشريعية التي استمدّها
علماء أصول الفقه من النصوص التي قررت مبادئ تشريعية عامة وأصولاً
تشريعية كلية.
وبذلك نجد اختلافا بينأ "قد يبلغ حد التضاد، بين مفهوم ومضمون
مصطلج الأصولية كما عرفته النصرانية الغربية، وبين مفهوم هذا المصطلح
في تراثنا الإسلامي، ولدى تياراتنا الفكرية، القديم منها والحديث
والمعاصر" (1).
على هذا النهج سار الدكتور محمد عمارة في شرحه لبقية المصطلحات،
فهو انطلاقأ من إيمانه التام والعميق بالخصوصية الحضارية الإسلامية يرى
وجوب خصوصية المصطلحات وتمايزها تبعأ لتمايز الحضارات.
19 - الصحوة الإسلامية في عيون غربية (2):
في هذا الكتاب ناقش الدكتور محمد عمارة ثلاث قضايا بالغة الاهمية؟
هي اسباب صعود المد الإسلامي، وهل الصحوة الإسلامية خطر على
الغرب؟ وهل هناك مستقبل للصحوة الإسلامية؟ وقدم لتلك الدراسات تعريفأ
واسعأ ومناقشةً مستفيضةً لمصطلح (الأصولية).
فقد رفض أغلب المستشرقين -وهو ما أقرهم عليه الدكتور محمد
عمارة - إطلاق مصطلح (الاضولية) بمعناه الغربي على الحركات الإسلامية،
(1) معركة المصطلحات، ص 49.
(2) صدر هذا الكتاب عن مكتبة نهضة مصر، القاهرة، 997 ام، في 5 6
صفحة.
122