كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

وهم يرون انَ هذه النصوص والمأثورات قد أحاطت بحكم كل الحوادث:
الماضي والحاضر والمستقبل، ومن ثَتمَ فهم لا يرونَ حاجةً للقياس، كما أنّه
لا حاجةَ للرأي، واتساقأ مع منهجهم هذا فقد رفضوا التأويل، وقالوا: إنّه
هو الذي أفسد سائر الأديان، كما أنّهم رفضوا ذوق الصوفية وَوَجْدِهم، لأنها
أمور ذاتية تختلف باختلاف أهواء صاحبها وما يحبه وما يهواه، ورفضوا
ما يسميه المتكقمون حقائق عقلية، لم تشهد عليها السمعيات.
وناقش الدكتور محمد عمارة الفكر السياسي عند السلفية، وخرج من
ذلك بقوله: "هكذا قنن أعلامُ السلفية تطوّر الفكر السياسي والقانوني،
فربطوا بين العادل منه والشريعة، واضعين أنظارهم على مقاصد الشريعة،
جاعلين هذه المقاصد هي المعيار لما يقبل وما يرفض من القوانين والأحكام
التي توضع، والتي وضعت لما استجدّ بعد عصر التنزيل والبعثة من
المحدثات " (1).
ولكن في الوقت ذاته نرصدُ آثاراً متناقضة للسلفية من بعض الأمور
السياسية، مثلاً يرى بعضهم: ا! الوالي أو الحاكم هو وكيل عن الأمة، وهم
بذلك يجعلون الأمة هي مصدر السلطات، ومما يناقض ذلك أنَّ بعض الاثار
الفكرية لهم تتحدث عن أنَّ السلطان ظل الله في الأرض، وهي مقولةٌ الشريعةُ
بريئةٌ منها لفظأ ومضمونأ.
ويرى الدكتور محمد عمارة أنَ موقف السلفية المعادي للئورة هو أثر من
اَثار تحول الواقع الظالم إلى امر معتاد أصبج يمارس سلطانأ على الفكر،
حتى دعا هؤلاء الأعلام إلى تغيير الفتوى من مشروعية الثورة إلى التحذير
منها، تبعأ لتغير هذا الواقع.
وذكر الدكتور محمد عمارة وناقش آراء ائمة السلفية في هذا الموضوع "
(1) السلفية، ص 44.
126

الصفحة 126