اليهودية ولا مع التوارة التي جاء بها موسى عليه السلام، كما انَّ المشكلةَ
ليست مع الإنسان اليهودي، ذلك لأنّ حضارتنا الإسلامية تؤمن بالتعددية،
وإثما المشكلةُ مع الصورة التلمودية لليهودية؟ تلك التي نسخت ومسخت
توحيد اليهودية، "فحولته إلى وثنية أحلَّت يهوه محل اللّه، ثم جعلته إلهأ
لبني إسرائيل وحدهم، من دون الشعوب الأخرى، التي لها الهتها المغايرة
والمتعددة " (1) كذلك فالمشكلة مع المشروع الصهيوني الذي وظف إمكانات
الجمإعات اليهودية في الشراكة مع الزحف الاستعماري الغربي على العالم
الإسلامي، وهذا كله يؤكد البعد الديني للصراع حول القدس.
كما أنَّ المقاصدَ الدينية للمشروع الصهيوني معلنةٌ، فالوظيفة الصهيونية
تصل آفاقها واختصاصاتها إلى الإسلام ويقظته، فإيران وتركيا ليستا دولاً
عربية، ولكنهما ليستا خارج المخطط الصهيوني بحكم أنهما دولتان
إسلاميتان، فإسرائيل تتبنّى مشروع تفتيت العالم الإسلامي إلى كانتونات
صغيرة مفككة، لجعله ضعيفأ باستمرار، كما أن إسرائيل وباعتراف قادتها
تعملُ على الاستعانة بالأقليات الدينية في العالم الإسلامي، لذا ينتهي
الدكتور محمد عمارة إلى تأكيد أنَّ المواجهةَ مع الإسلام وأمته وعالمه
وحضارته لا تستطيعُ أن تُسْقِطَ البعدَ الديني في قضية فلسطين.
وطرح الدكتور محمد عمارة عدة تساؤلات في هذا المجال هي:
1 - ماذا تعني إسلامية هذا الصراع؟.
2 - هل تعني إسقاط أو حتى تهميش البعدَ الوطنيَّ الفلسطيني، وإهمال
طاقاته وإمكاناته في هذا الصراع؟ أو الاستغناء بالبعد الإسلامي عن البعد
القومي العربي لهذا الصراع (2)؟.
(1)
(2)
إسلامية الصراع حول القدس وفلسطين، ص 6.
المصدر السابق، ص 23.
128