كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

التحليلية في نقاشهم لهذه القضايا، ولا نكتفي بترديد المأثورات الإسلامية
حول القدس مثلاً، فمن غير المجدي محاولةُ إقناع هؤلاء بالحق الإسلامي
في القدس مستخدمين القراَن والسنة النبوية، وهم في الأساس لا يؤمنون
بالقران ولا بالسنة.
من هذا المنطلق تأتي اهميةُ هذا الكتاب الذي عمل الدكتور محمد عمارة
فيه على مناقشة بعض الوثائق التي كتبها غلاة الحركة الصهيونية حول الحقِّ
المزعوم لهم في القدس الشريف.
فتركز الادعاءات الصهيونية على عدة أمور؟ يمكن إجمالها في الاَتي:
1 - إن القدس أعظم مدينة دينية بالنسبة لليهودية.
2 - إن اليهود عرفوا القدس وسكنوها قبل العرب الفلسطينيين بمئات
السنين.
3 - إن القراَن الكريم لم ترد فيه كلمة القدس ولا مرةً واحدةً.
4 - يؤكد إليهود على أنَّ القدس والاهتمامَ بها اختفى فعليّأ من خريطة
الدبلوماسية العربية في الفترة من (1948 - 967 أم)، ولم تستعد القدس
أهميتها في الفكر الإسلامي والعربي إلا نتيجة اهتمام الحركة الصهيونية بها.
عمل الدكتور محمد عمارة على الرد على هذه الادعاءات مستخدمأ
المنطلق العقلاني، وإبراز الحجج في رده، ومستعينأ بالمنهج العلمي
الصارم، يقول: يجب ان نتجرد من منطق صاحب الحق الذي يخاطب
ذاته، فنتحّدث بالمنطلق الموضوعي البارد الذي يفنّدُ حجج الخصوم،
بمنطق هؤلاء الخصوم، وبلغة العلم وعقلانية الفكر لا بالعواطف أو حتى
بماثوراتنا الدينية الخاصة التي لا يؤمن بها الاَخرون (1)، بهذا المنهج نجج
(1)
القدس بين اليهودية والإسلام، ص 24.
130

الصفحة 130