وكانت المصطلحات المعبرة عنها هي: الجبر والاختيار، وليس الحرية
والاستبداد، كما هو في وقتنا الحاضر، مما أدى لنفي عدد من الباحثين أنّ
يكون المسلمون قد ناقشوا هذه القضايا، لذلك يرى الدكتور محمد عمارة ا ن
تغير مصطلحات البحث لا يصجُّ أن بكون مبرراً للحكم بتغير المضامين التي
وضعت تحت هذه المصطلحات.
ويرى الدكتور محمد عمارة أهمية بلورة نظرية المعتزلة خصوصأ القائلين
بالعدل والتوحيد عمومأ في الحرية الإنسانية، حتى يكونَ لهذه النظرية دوو
كبيم في الثورة الفكرية والثقافية المطلوبة والمرغوبة عند المسلمين.
ناقش الدكتور محمد عمارة بدايةَ نشأةِ فكرة حرية الإنسان في الإسلام،
وبدأ بما قاله المستشرقون، وما وقعوا فيه من تناقضات كثيرة، فالمستشرق
الإيطالي كارلو ألفونسو نلينو (1872 - 938 أم) الذي كتب عدة أبحاث عن
المعتزلة، فهو يُرْجعُ هذه الفكرة إلى اللاهوت المسيحي، وهو ما يعني
إنكاره لأصالة هذا الفكر في التراث الإسلامي، ولكن مستشرقأ آخر هو كارل
هينرش بيكر (1876 - 933 أم) حدد بدقة ما أخذه المعتزلة من التيارات
الفكرية غير الإسلامية من أدوات الجدل والصراع الفكري، بينما ظلت
الفكرة الاشاسية ذات جذور إسلامية، ثم ناقش اراء المسلمين في هذه
الفكرة، وقدّم عدة أدلة تثبت أصالة فكر الحرية والاختيار في تراث العرب
المسلمين، وهو ما يعني أن العرب لم يبدؤوا من فراغ، بل كان هناك مراحل
فكرية مروا بها بصدد هذه القضية، ولم يكن المعتزلة وحدهم هم من يقولون
بالعدل والانتصار لحرية الان! مان وإختياره، فهناك فرق إسلامية عديدة
شاركتهم في هذا المجال، مثل: بعض فرق الخوارج، وتيار كبير من الشيعة
الإمامية، وكذلك الزيدية.
ناقش الدكتور محمد عمارة الفرقَ المجبرة في الإسلام وقال: إنها بدات
منذ العصر الأموي في صورة أفكار ذات أهداف سياسية تعمل على أن يكون
137