كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

سبحانه وتعالى، وهي قدرة غير متناهية، وبين قدرة الإنسان المتناهية.
وتحدث المعتزلة في قضية الاموال ففرقوا بين ما أحل اللّه للإنسان وبين
ما حرم عليه من متع الحياة، وقضية علم اللّه، فاللّه علم أهل الجنة وعلم أهل
النار؟ فهل كان لهذا العلم تأثير في طاعة الإنسان وعصيانه؟ رفض أهل العدل
والتوحيد ذلك وقالوا: إن علم اللّه وقع على اختيار الإنسان، فلقد علم اللّه
ما سيختاره الفاعل، ثم أخبر عن مصير 5 بنا 4 على علمه بما سيفعله باختيار 5.
ومن أهمّ الموضوعات التي ناقشها في الكتاب البعد السياسي للحرية،
والبعد الاجتماعي للحرية، فقد مارس المعتزلةُ نشاطأ سياسيّأ وثوريّأ
واسعأ، ويذكر الدكتور محمد عمارة: أنّ قمة نشاطهم السياسي والعسكري
والفكري ضد السلطة الأموية متمثلة في مساهمتهم مع الشيعة في إسقاط
الحكم الأموي، وكان للمعتزلة تنظيمٌ استخدمو 5 كسلاح في سبيل تدعيم
كيانهم ونشر أفكارهم، ولقد شمل التنظيمُ أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي
بسبب الطابع السياسي لأفكارهم ونشاطهم، لقد امن المعتزلة بالأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر بمستوياتهما المختلفة، موعظةً ونقداً وثورةً،
وكانا مبنيين في الجملة على القيم والمبادئ والالمحكار، لا على العصبيات
القبلية أو الجنسية أو المذهبية.
ويذكر الدكتور محمد عمارة بعد تقديمه للعديد من الالمحكار السياسية عند
المعتزلة أنّ السياسةَ كانت ميدانأ من الميادين الرئيسة التي أبدع فيها
المعتزلة، وقدموا فيها العديد من النصوص والصياغات، ففكرهم حول
الحرية والاختيار كانت له أبعاد سياسية، مثل: موقفهم من الإمامة، فقد
قرروا أنّ الإمامةَ بالاختيار، وانَّ أسلوب هذا الاختيار يختلف ويتطور مع
الأوقات والأزمنة، ورفضوا مبدأ عصمة الإمام، وأعطوا الأمة الحقَّ في عزل
الإمام إذا أخل بشرط من الشروط المطلوب توافرها فيه.
وفي الكتاب صفحات عن البعد الاجتماعي في فكر المعتزلة، فأكد على
139

الصفحة 139