الإسلامية حتى تكونَ اكثر وعيأ بالتاريخ، وهذه المواقف ليست وقفأ على
الفترات الأخيرة، بل هي كما قلنا مواقف جذرية، لذلك كانت العودةُ
لإنعاش الذاكرة بالتاريخ الاسلامي في مختلف مراحله هي الحل. . فيتبنى
الدكتور عمارة رايأ مؤداه أنَّ مشكلة الشرق الأوسط بدأت منذ ظهور الإسلام
في القرن السابع الميلادي، لذلك علينا ان نعلم انّ الوعي بالتاريخ هو باب
من ابواب صناعة التاريخ.
درس الدكتور عمارة في هذا الكتاب العديدَ من الموضوعات، مثل:
الأمة العربية في مواجهة التحديات، فيؤكد الدكتور عمارة على أنّ الأمة
الإسلامية تظلّ متفردة بكثرة التحدّيات التي فُرضت عليها من خصومها،
وبضراوة ما شنّ ضدها من معارك: "وباستمرارية ذلك الصراع بينها وبين
خصوم لها رغم تعاقب القرون، واختلاف الديانات، وتغير الدولة، وتطور
المحتوى الاجتماعي لأنظمة الحكم التي تسود عندنا أو عند هؤلاء
الخصوم " (1).
فيؤمن الدكتور عمارة أنَّ هناك مئات الاخداثِ في التاريخ الإسلامي
يستطيعُ الوعي بالتاريخ أن يحوّلها من مجرّد صفحاتٍ وأحداث تقرأ إلى تيار
حي وفعال يسهم بلا حدود في الحاضر والمستقبل: "ذلك لا! الوعي بالتاريخ
ينقل الأرض من إطار الرمل والطين إلى إطار الكائن الحي الذي يعني الكثير
والكثير في صنع الأحدإث وتقرير المصائر للأمم والشعوب " (2).
يدعو الدكتور عمارة لمحاولة البحث عن السمات الإيجابية للشخصية
العرببة، مثل: الوضوح والصلابة والتحدّي والفروسية، هذه
الإيجابياتُ كانت لمتابعةِ أسلحةٍ استخدمها العربُ في الدفاع عن حقهم،
(1)
(2)
الوعي بالتاريخ، ص 15.
المصدر السابق، ص 39.
144