كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

وفي مواجهة عدوّهم، واكتشافنا لهذه الإيجابيات يسلج الاجيال الحالية
والمستقبلية بخبرات القدماء، وثمرات صراعهم ضد أعداء الامة، وهذا
يجعلُ من الدراسات التاريخية إسهامأ في معالجة القضايا الراهنة والمستقبلية
أيضأ.
في هذا الكتاب وعن طريق عشرات النماذج التي استخدمها الدكتور
عمارة، يؤكِّدُ أنَّ الشخصية العربية بفعل عوامل كثيرة جدّاً أهمها الصراع
الحضاري مع الطامعين فيها، اكتسبت خاصيةَ الاستجابةِ المتحدية
والانتفاضة الإيجابية ضدَّ ما يهددها من أخطار وتحديات، وهو الامر الذي
حفط لها ذاتيتها، فلم تنقرضْ أو تَذُبْ في موجات الغزو والتحدي.
قدّم الدكتور عمارة في الكتاب دراسةً في غاية الاهمية عن سيناء،
وأهميتها في المشروع القومي العربي كله، وناقشَ عدة مقولات حول وضعية
سيناء قديمأ وحديثأ، محذّراً من موقف الصهاينة من سيناء، وموقع سيناء
في الفكر الصهيوني والغربي الرامي لشق الوحدة الإسلامية.
يصزُ الدكتور عمارة في العديدِ من كتبه على وجوبِ تقديم الفكر
الإسلامي الحديث للعالم وموقفه من العقلانية والحرية وإلاشتراكية والمرأة،
وهو يقدّم هذا الفكر التجديدي الحديث من خلال مدرسةِ الإحياء الديني التي
قادها المفكر الثائر جمال الدين الأفغاني وبعد 5 تلاميذه؟ مثل: محمد عبده،
والكواكبي، وغيرهم. . كما ناقش التيارات الإصلاحية التجديدية التي انبثقت
من الإسلام بمختلف أنواعها سياسية واجتماعية.
ختم الدكتور عمارة الكتابَ بدراسةٍ رائعة وذاتِ مغزًى عن القاهرة
وبغداد، فقد عرضَ لتطوّر القاهرة في كافة مجالاتها بشكل بانورامي، ثم
خلصَ إلى نتيجةٍ مؤدّاها: "فكم في صفحة تاريخ القاهرة من عبير ودروسٍ،
وكم في هذه الصفحة من مباهجَ وآلامٍ، وكم لشعبِ هذه المدينة الصامدةِ من
مواقف وتضحيات، فلا الائام الحلوة تنسيه المخاطر المحتملة، ولا
145

الصفحة 145