كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

الشدائد والمحن تفقده الأملَ في تحقيق الانتصارات " (1).
كما أنهى الكلام على بغداد بعبرة درس مستفاد من التاريخ يجب أن نعيه
بشكل جيد، وهو قوله: "هكذا أثبتت بغدادُ من خلال مسيرتها مع الحياة
والاحياء أنَّ جودةَ المعدن وصلابتَه كفيلةٌ بدحر التحديات، ولذلك عادت
المدينة التي نشأت نموذجأ للحضارة العربية في عصورها الأولى، عادت
لتسهمَ في تجديدِ هذه الحضارة في عصرنا الحديث " (2).
قال الدكتور عمارة هذا الكلامَ قبلَ سقوط بغداد في براثن الغزو
الأمريكي، وهو ما يؤكِّدُ مصداقيةَ دعوته للوعي بالتاريخ، لا! هذا الوعيَ هو
في حدّ ذاته صناعة للتاريخ.
28 - التفسير الماركسي للإسلام (3):
من ضمن ملامح المشروع الفكري للدكتور عمارة محاولته تنبيه الأمة
على عديد من الأخطار التي تتهددها، عن طريق بيان وجه الحقيقة العلمية،
كما أنّه أيضأ دائمأ ما يدعو الفرقاء المختلفين فكريّأ للتّلاقي على أرضية
الحوار، فهو يؤمن بالحوار وسيلةً راقيةً للوصول إلى نتائجَ تسهِمُ في نهضة
الامة. . لذا كان هذا الكتاب الذي صدر على أثر معركة فكرية حامية الوطيس
أثارها الدكتور نصر حامد أبو زيد، امتدّت من (1993 - 995 ام)، فعمل
الدكتور عمارة على دراسة الموضوع بعقلانية وموضوعية هادفأ إلى دعوة
الفرقاء للحوار، لذا قدّم لهذه الدراسة بثلاثة مقدمات تمهيدية عن: حرية
(1)
(2)
(3)
الوعي بالتاريخ، ص 244.
الوعي بالتاريخ، ص 261.
صدرت الطبعة الأولى لهذا الكتاب عام 417 اهـ- 996 أم، والطبعة
الثانية -وهي التي إعتمدنا عليها- صدرت في 422 اهـ- 2002 م، عن
دار الشروق، القإهرة، في 134 صفحة.
146

الصفحة 146