الاعتقاد، التكفير، الردة عن الإسلام.
يؤكِّد الدكتور عمارة على أمر نراه بالغَ الأهمية، ويجب أن يأخذَ مكانه
في الفكر الإسلامي الحديث، عند الجماعات الإسلامية المختلفة، وهو
حرية الفكر، لأنّ المسلمين سيكونون الخاسرين إذا تمّ تقييد حرية الفكر،
ومن مصلحتهم قبل غيرهم فتج أوسع أبواب الحرية أمام الجميع، ومن
خلال الحرية تتحقق مصلحة المسلمين، وعلى المسلمين محاربة الكفر
والنفادتى بسلاح الكلمة والبرهان وليس بمصادرة الفكر، ولذا وقف الدكتور
عمارة ضدّ مصادرة كتب الدكتور نصر حامد أبو زيد، ونادى بأنَّ القضيةَ
فكريةٌ من اختصاص المفكرين والباحثين، وليس من اختصاص القضاء
والمحاكم، فالحلّ الذي يطرحه الدكتور عمارة هو في الإيمان بالتعددية
والحوار، ويقول في ذلك: "إنَّ الإسلام هو الدين الوحيد الذي لم يقف في
الفضائل عند حدّ الاعتراف بالاَخَر، بل جعل حماية هذا الاَخر، والدفاع عن
حقه في الاختلاف، الذي هو بنظر الإسلام "كفرٌ" جعل حماية الآخرين
"الكفرة" بالإسلام عقيدة وذمة وعهدأ وميثاقأ، لا يكتمل بدون رعايتها،
وجاهد في سبيل الحفاظ عليها (1).
يؤكد الدكتور عمارة ويقدم الأدلة على أنَّ الموقف المادي في النظر إلى
الدين لا يمكن أن يكون متسقأ مع إيمان صاحبه بالدين، ولا مع انتمائه إلى
دين الإسلام، فالماركسيةُ تؤمن أنَّ المادةَ مستكفيةٌ بنفسها، مستغنيةٌ عن
خالقٍ يوجدها، وهنا يبدأ التناقض، وأورد الدكتور عمارة عشراتِ النصوص
من كتب الدكتور نصر التي ناقشها الدكتور عمارة، وبيّنَ خطأها بالأدلة
والبراهين، فالدكتور نصر: يؤمن أنَّ القران مجموعة من النصوص المأخوذة
من الكتب الدينية السابقة، كما أنّ الدكتور نصر بناءً على التفسير المادي
(1)
التفسير الماركسي للإسلام، ص 15.
147