كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

يؤمن أنَّ النص القراَني متشابه مع الشعر الجاهلي خصوصأ المعلقات وشعر
الصعاليك، كما أنه يشكِّكُ في عالمية القرآن، ويرى انَّ العربية ليست من بنية
القرإَن وجوهرِه، وإنّما هي من "ايديولوجية العصبية القبلية " (1).
وامتداداً لهذا النهج يرفض الدكتور عمارة تطبيقَ المنهج الماركسي في
المادية الجدلية على أمهات إلاعتقادات الإسلامية، وهو ما فعله الدكتور
نصر، فهو يرى مثلاً أنَّ العقيدةَ مؤسسةٌ على كثير من التصورات الأسطورية
في ثقافة الجماعة البشرية، كما أنه -اتباعأ لنفس المنهج المادي الجدلي-
يؤكد انَّ القران نص! شكَله الواقع، والنبوة والوحي نتاجُ الواقع، والشريعة
صاغت نفسها مع حركة الواقع في تطوره.
يناقش الدكتور عمارة هذه الاراء مبينأ خطأها، ويرفضها رفضأ قاطعأ،
مؤكداً عدم جواز استخدام المنهج المادي الجدلي في دراسة الاديان، وهو
في رده على الدكتور نصر أبو زيد يؤكد "أنَّ المرءَ ليدهشُ عندما يرى كَمَّ
الأخطاء المنهجية التي وقع فيها الدكتور نصر، حتى بمعايير المنطلقات
الفكرية التي ينطلق منها" (2) إ. . وقدّم خمسة نماذج على هذه الأخطاء
المنهجية، ونعتقد أنَّ هذا الكتابَ على صغر حجمه قدم أقوى ردٍّ على
الدكتور نصر أبو زيد والتفسير الماركسي للتاريخ الإسلامي.
29 - عندما أصبحت مصرُ عربيةً إسلاميةً (3):
يرتكزُ هذا الكتابُ على أنَّ القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي - يمثّل
بلوغ التعريب في مصر قمته، حتى إنّ العربيةَ أصبحت لغةَ الكنيسةِ في
(1)
(2)
(3)
المصدر السابق، ص 4 5.
المنهج الماركسي، ص 101.
صدر هذا الكتاب عن مكتبة دار الشروق، القاهرة، 417 أهـ=
997 أم، في 160 صفحة.
148

الصفحة 148