كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

شهدت تغييرات هامة في الفكر والاقتصاد والاجتماع خلال العصر الأيوبي،
إلا أن الأمر الذي لم يتغير فيها هو الدور القيادي الذي ظلّت تمارِسُه على
المستويبن العربي والإسلامي ضد كل الأخطار التي حاقت بالوطن العربي
والإسلامي.
30 - عندما دخلت مصر في دين الهّ (1):
هذا الكتاب الذي ظهر بمناسبة مرور (0 140) سنة على الفتح الإسلامي
لمصر هو محاولة لاسترجاع أثر الاسلام في مصر، وأثر مصر في الإسلام،
فهو دعوةٌ للاحتفال بعيد ميلاد مصر الإسلامية، وهو محاولةٌ لاسترجاع
أحداث التاريخ لاجل وعيها والاستفادة منها.
تحدّث الدكتور محمد عمارة في هذا الكتاب في عدد من الموضوعات
شديدة الاهمية وأيضأ الشائكة، فقد تحدث عن فجر التوحيد والنبواب في
مصر قبل الإسلام بَدْءاً بالنبي إدريس عليه السلام، وهو ثالثُ الانبياء في
الترتيب بعد آدم وشيث عليهما السلام، وبذلك: "فقد دخلت مصرُ في دين
اللّه، وعرفت التوحيد، وحيأ إلهيأ، لا وضعأ بشريّأ وإفرازاً إنسانيّأ،
وتلقت علمَ النبوة، واحتضنت الرسالة السماوية منذ فجر الانسانية وفي حياة
ابي البشر اَدم عليه السلام " (2).
وإلى مصرَ جاء إبراهيم عليه السلام، ورحل يوسف عليه السلام، وفي
مصر إرتفعت دعوةُ التوحيد في عصر أخناتون، وتربّى موسى في مصر،
وجاء عيسى مع أمه، لكلِّ ذلك غدت شريعةُ السماء وعقيدةُ التوحيد روحأ
ساريةً في الثفافة المصرية.
(1) صدر هذا الكتاب عن دار نهضة مصر، القاهرة، 997 ام، في 5 6
(2)
صفحة.
عندما دخلت مصر في دين اللّه، ص ه.
151

الصفحة 151