كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

بل ومزاحمأ في نادي الامم ذات الحضارة والعراقة والنفوذ" (1). . وعلى الأمة
اكتشاف القانون الذي يحكم الصراع التاريخي ضد التحديات التي فرضت
عليها.
بدا الدكتور محمد عمارة التحديات بجيش أبرهة الحبشي الذي كان سببأ
في إفاقة العرب من نومهم العميق، فتحدّث عن المقاومة التي لاقاها هذا
الجيش على طول الطريق إلى مكة.
ويبحث الدكتور محمد عمارة في أحداث عام (571 م) الذي شهد
إرهاصات بناء الأمة، ويصل إلى تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة
الشريفة، ويؤكد انّ هذا الحدث يؤكد الطابع القومي العربي في الإسلام (2).
ونجح الإسلامُ ودولته العربية في توحيد ودمج القبائل العربية وفق
المضمون الحضاري والإنساني المستنير الذي قدمه الرسول! و لماهية
العروبة ولمن هو العربي، ولكنّ هذ 5 الوحدة تهددتها الأخطارُ أثناء الدولة
الأموية، وقدم من وجهة نظره عدة دلائل على مصداقية ما يريده، أهمُّ هذه
الدلائل هو أنَّ الفتوحات الإسلامية شملت ثلاثة ميادين:
الميدان الأول: بلاد العراق والشام، وهي بلاد عربية الأصل، فالفتوحات
هنا تعني تحريراً لهم من القهر.
الميدان الثاني: مصر، وهي قريبة من العرب، ولها بالساميين اتصال.
أما الميدان الثالث: وهو بلاد فارس الذين رأوا في ذلك قهراً عربيّأ لأمة
متميزة وعريقة، لهذا اجمعوا على رفض التعريب والعروبة، واتخذوا موقف
العداء ظاهرأ او مستتراً من الدولة العربية، وهو ما أدى لظهور الشعوبية،
ومن هنا بدات التحديات الكبار تواجه الأمة العربية.
(1)
(2)
راجع: العرب والتحدي، ص 11.
في هذا نظر. (ن).
154

الصفحة 154