لرؤية وفهم وتفسير التراث الاقتصادي الإسلامي في مجاليه: النظري
والتطبيقي، وأنه السبيلُ لوضع لبنة في صرح الاسثقلال الحضاري للأمة،
عندما يضع وييسر للعقل العربي والمسلم سبل إدراك ما لحضارتنا من
خصوصية في المعاني والمضامين والمفاهيم في حقل الاقتصاد، فيسهم
بذلك في تحرير العقل الاقتصادي من أسر التبعية للغرب.
ويؤكد الدكتور محمد عمارة على أنّ طوقَ النجاةِ لهذ 5 الأمة هو في
إدراكها لحقيقة هويتها الحضارية، وفي تفاعلها مع الاَخرين، فللحضارة
الإسلامية خصوصيتها الحضارية.
لقد قدم الدكتور محمد عمارة مئات المصطلحات التي تخدم ثقافتنا
الترإثية، لا يستغني عنها الباحث في التراث الاقتصادي، فهي تجلو الغشاوةَ
عن هذه المصطلحات، وتميط عنها اللثام، لتعيدها للحياة مرة أخرى، وقد
بذل المؤلف فيها جهداً جباراً، ورجع لمئات كتب التراث بكافة أشكالها.
33 - تيارات الفكر الإسلامي (1):
تناول هذا الكتابُ التيارات الفكرية التي ظهرت في الفكر الإسلامي
بمختلف اتجاهاتها وقناعاتها الفكرية، فالدكتور عمارة يؤمن بأنَّ تاريخ هذ5
الامة ليس هو سياسة الخلفاء والحكّام فقط، ولن نستطيعَ فهم الصحوة
الإسلامية في العصر الحديث بمعزلٍ عن فهم جذور التيارات الإسلامية التي
تمثل الخلفية الموجِّهة والحاكمة لعقل الامة ووجدانها، فالوعي بحقيقة
تيارات الأمس - وهي لا تزالُ فاعلةً وحاكمةً - هو إسهام ضروري في تصحيج
المسار الفكري للأمة، وهو يجيبُ عن عديد من الاشئلة التي نحتاج إليها.
بدأ الدكتور عمارة الكتاب بالحديث عن الخوارج وظهورهم على مسرح
(1)
صدر هذا الكتاب في طبعته الثانية -التي اعتمدنا عليها- عن دار
الشروق، القاهرة، 418 أهـ= 997 أم، في 390 صفحة.
157