كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

ثم تحدث الدكتور عمارة عن السلفية، فبدأ بتعريف المصطلح،
والغموض الذي يحيط به، لذلك تتبّع نشأة الظاهرة منذ العصر العباسي، ولقد
أفرد الدكتور عمارة للسلفية كتابأ خاصّأ عرضنا له قبل ذلك - رقم (0 2).
ثم تحدّث كذلك عن الأشعرية ونشاتهم، فتحدّث عن نشأة زعيمهم ابي
الحسن الأشعري، والبيئة التي نشأ فيها، فقد نشأ معتزليّأ، ووضع
المؤلفات في الدفاع عن أفكارهم، ثم بعد ان بلغَ الاربعين تحول عن هذا
الفكر وهجره، وبذلك نشأت الأشعرية التي اصبحت الوسطية الإسلامية
الجديدة، فهي لا تقفُ عند النصوص وحدها متنكرة للعقل، مثلما يفعل
السلفيون، ولم تقفْ عندَ العقل وحدَه مهملة الوحي والنقل، كما يفعل
الفلاسفة، ولكنّ الأشاعرة يعتمدون على العقل والنقل مع تحكيم العقل.
لقد انطلق الأشاعرةُ من منهج الفقهاء في اصول الفقه كما صنعه
الشافعي، وبمنهج المتكلمين من أهل السنة وخاصّة ابن كلاّب، وبسلفية
أحمد بن حنبل، بكل هذه المنطلقات، ومنها انطلق الأشعريُّ صانعأ تحوّله
الفكري التاريخي، ومبلورأ منهجه الوسطي الجديد (1).
ثم تحدث الدكتور عمارة عن الشيعة الاثني عشرية من حيث النشأة
والأفكار، وبيَّن الدكتور عمارة أنّ الانقسام في فرق الشيعة كان حول الخلاف
حول اعيان الأئمة المنصوص عليهم بعد علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
ناقش الدكتور عمارة الكثير من أفكار الشيعة، وعقائدهم، مثل نظرية الإمامة
التي قالت الشيعة: إنّها أهمُّ أصول الدين، وهم بذلك يقفون من الشورى
ونظم الحكم موقفأ عدائيّأ جدّاً، ومن الجميل في هذا الفصل أنّ الدكتور
عمارة يختمه بثورة الإمام الخميني التي وضعت نظرية الإمامة عند الاثني
عشرية موضع التطبيق.
(1) تيارات الفكر الإسلامي، ص 168.
160

الصفحة 160