الاول! للدولة الإسلامية - ورد مصطلح (امة) للدلالة على العرب المسلمين،
ففي هذه الدولة الجديدة قدم مفهوم (الإسلام الحضارة) مفهومأ للعروبة
يتجاوز العصبية والنعرات القومية وينهى عنها، ويضع محل كل ذلك مفهومأ
حضاريّأ يقوم على عوامل الفكر واللغة والعلاقات القومية.
ومن مميزات الدكتور عمارة هنا أنه أورد اراء المفكرين والفقهاء
واجتهاداتهم في هذا الموضوع، وأنَّ التناقض الذي حدث بين العروبة
والإسلام، حدث في حقبة الجمود والتخلف والتراجع الحضاري، الذي بدأ
بسيطرة العناصر العسكرية التركية على مقاليد الخلافة العباسية، فيرى
الدكتور عمارة أن هؤلاء لم يهتموا بالإسلام إلا بالشكل.
وفي بحثه عن الإجابة في الإسلام المعاصر والعروبة، تحدث عن عوامل
الجمود التي أصابت الامة الإسلامية نتيجة لعوامل كثيرة.
كما تحدَّث عن بعض الحركات السلفية التي ظهرت لمقاومة هذا الواقع
المتخلف للأمة، مثل: الدعوة السلفية في نجد بقيادة الشيخ محمدبن
عبد الوهاب، فيرى الدكتور عمارة أنَّ هذه الدعوة لم تقف عند التجديد
السلفي لعقائد الإسلام، وإنما أقامت أيضأ دولة عربية، كما أن تبني الوهابية
لشرط القرشية في الخليفة، يعني تبنيها لضرورة عروبة الدولة، وناقش أيضأ
الدعوة السنوسية، والدعوة المهدية، ولكنه قال!: إن النطاق المحلي قد حدَّ
من فعاليات هذه الحركات ذات البعد القومي العربي.
أما موقف التيار التجديدي الذي يأتي على قمته الأفغاني ومحمد عبده،
فيرى الدكتور عمارة أنه موقف متميز، فيرى أن هذا التيار قد قدم أصح الصيغ
الفكرية التي نفت التناقض ما بين العروبة والإسلام، وذلك عندما قصد إلى
يقظة إسلامية، وتضامن إسلامي، ووحدة فكرية ونضالية للملة الإسلامية،
يقودها العرب، المتميزون قوميأ في المحيط الإسلامي الكبير.
ولأهمية هذ! التيار عرض الدكتور عمارة لاَراء زعماء هذا التيار، وخرج
163