كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

بنتيجة مؤداها: "لحسن الحظ فإن فكر هذا التيار قد تناول هذا الموضوع
صراحة، ولم يتركه لمجرد الاستنتاج والاستنباط، وذلك عندما تحدَّث
الأفغاني وغيره من اعلام تيار "الجامعة الإسلامية " من امثال عبد الرحمن
الكواكبي (1270 - 0 32 ا هـ= 1854 - 902 ام)، وعبد الحميد بن باديس
(5 130 - 359 ا هـ= 1887 - 0 94 ام)، وعن الموقف من العروبة والقومية
العربية، وعلاقة هذه الرابطة بالجامعة الإسلامية ورابطتها (1).
ثم يناقش هذا الرأي عند المفكرين المعاصرين، وهم امتداد لمدرسة
الإحياء والتجديد، مثل: حسن البنا، وابو الحسن الندوي، الذي يرى في
القومية نبتأ اوروبيّأ لا دينيّأ، وينكر ان يكون لها مكانة في فكر الإسلام
وعالمه.
ويخرج الدكتور عمارة بنتيجة مؤداها: " لقد افتقد التيار الإسلامي الحزبي
المعاصر وحدةَ الموقف إزاء هذه القضية، وإنْ ظلَّ موقفُ الشيخ حسن البنا
هو الأعمق، والأكثر اتساقأ، والأقرب إلى فكر الجامعة الإسلامية في هذا
الموضوع " (2). . وهو ما يمثل ثغرة في صفوف الوحدة الوطنية والقومية، فلا
يجد تعارضأ ولا تناقضأَ بين العروبة والإسلام، فقد اقترن الإسلام بالعروبة
في التقدم والازدهار، وكذلك اقترنا مع بعضهما في التراجع والجمود.
ومن أهم ما قدم الدكتور عمارة في الكتاب بجانب التحليل والاستنتاج،
تقديمه لعدة ملاحق هي نصوص في (الإسلام والعروبة)، وهي: نصوص
الأفغاني، وعبد الرحمن الكواكبي، وابن باديس، وحسن البنا، وهي تقدم
رؤيتهم بوضوح للعروبة وللقومية ولموقف الإسلام من ذلك.
(1)
(2)
الإسلام والعروبة، ص 44.
المصدر السابق، ص 83.
164

الصفحة 164