كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

المسلمين منه، والاختلاف حولط "الثورة" في الفكر الإسلامي، وأكد أنَّ
الإسلامَ لم يقف منها موقف العداء كما تؤكّدُ 5 بعضُ التيارات السلفية، التي
ترى الرضا بالحاكم الظالم خيرأ من الثورة عليه، وهذا تكريس للواقع
الظالم.
ولكن يقدّم الدكتور عمارة عشرات من الشخصيات الثورية قديمأ
وحديثأ، مثل: الأفغاني، والكواكبي، وابن باديس - المفكر السلفي.
فذكر الدكتور عمارة أنه اختار كوكبةً من عصور مختلفة ومن بلاد مختلفة
في العالم الإسلامي، بل ومن مذاهب فكرية مختلفة، ولكن يجمعهم جميعأ
انهم مسلمون، وأنهم ثوار أحدثوا آثارأ ثورية في ميادين مختلفة، وأنهم
يقدّمون الدليل على استمرارية الثورة في حياة الأمة الإسلامية.
فقد قدم نماذجَ كثيرةً؟ مثل: عمر بن الخطاب، وآبي ذر الغفاري الذي
اعتبر 5 ثائراً وقائداً لانتفاضة العدالة الاجتماعية، وهو يرذُ على الاتهام الموجَّه
لأبي ذر بأنه كان ضحيةً لمخطط يهودي استخدمَ الرجلَ في تنفيذ مؤامرة يهودية
ضد الإسلام والمسلمين (1)! وهو ينكر هذا الاتهام بالأدلة والمناقشة الواعية.
وترجم لعلي بن أبي طالب رضي النّه عنه بوصفه قائد ثورة الفكر
الاجتماعي في الإسلام، فهو يذكر أن عليأ عندما بايعه الناس بالخلافة،
اعلن ما يمكن أن نسميه بلغة عصرنا: الثورة الشاملة ضد الأوضاع الاجتماعية
والسياسية في البلاد.
والدكتور عمارة لم يقف عند الذين قادوا ثورات فقط، بل ترجم لمن قادوا
ثورات فكرية؟ مثل: الماوردي الذي طوّر الفكر السياسي الإسلامي، والذي
قدم قواعد الإصلاح الدنيوي، كما ترجم لأبي الوليد ابن رشد الذي قاد ثورةً
في العقل الإسلامي، فتحدّث عن موقفه من السياسة، والحرب والمرأة والعقل،
(1)
مسلمون ثوار، ص 83 وما بعدها.
166

الصفحة 166