وترجم للشيخ العز ابن عبد السلام الذي قاد الثورة ضد الجمود والخيانة
والاستبداد، وكان مِنْ اهم أسباب الانتصار على التتار في عين جالوت.
وقدَّمَ لعدد كبير من الشخصيات الإسلامية في العصر الحديث، مثل:
الطهطاوي، الذي اعتبره رائد التنوير الإسلامي في العصر الحديث، وخير
الدين التونسي، الذي عمل على استلهام النظم الغربية بروح الإسلام وفي
إطار الإسلام، والأفغاني الذي اعتبره قائدَ ثورة البعث والإحياء في العالم
الإسلامي الحديث، وتلاميذه، مثل: محمد عبده ومحمد رشيد رضا، كما
ترجم لعبد الحميد بن باديس وفكره وثورته ضد الظلم والاستعمار.
وانهى الكتابَ بالترجمة لواحد من أهمِّ علماء الأزهر في العصر الحديث؟
الإمام الأكبر السيد محمد الخضر حسين، الذي عمل على الإصلاح بالإسلام.
وكان للمرأةِ نصيبٌ من هذا الكتاب؟ حيث ترجم لأسماء بنت أبي بكر
الصديق رضي الله عنهما.
وهذا الكتاب كان بداية كتب التراجم في فكر الدكتور محمد عمارة الذي
عمل على تقديم الفكر الإسلامي وموقفه من الثورة بشكل متكامل، وعبارة
عن نماذج حية واقعية عاشت وما زالت تعيش في عالم الإسلام من خلال
اعمالهم، وهو بذلك يرد على المنكرين لثورية الإسلام بشكل عملي،
ونعتقد أن توفيت صدور الطبعة الأولى من الكتاب عام (972 ام) كانت تعبيراً
موفَّقأ ضد الظلم، والهزيمة، والانهيار الموجود في المجتمع المصري
والإسلامي في ذلك الوقت.
36 - جمال الدين الامغاني موقظ الشرق وفيلسوف الإسلام (1):
يعترف الدكتور عمارة أنّ الهدف الاشاسي الذي يلحُّ عليه من وراء هذا
(1)
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب عام 968 أم في بيروت، ثم أصدرتها
دار الشروق 988 أم، ط 2، في 303 صفحة، وهي التي اعتمدنا عليها.
167