الكتاب الحاجة الملحَّة للأمة الإسلامية بضرورة بل حتمية إعادة النطر في
التراث، وإعادة تقويمه بالمنهج العلمي. . "أتمنى أن يكون تجديدُ الرغبة
الصادقة في أن تكون الترجمة بعثأ للتراث، وان تصبجَ فرصةً لإعادة تقويمه
على اساس من المنهج العلمي الذي أحاول التزامه في فرز صفحاته،
وغربلة أحداثه، وأيضأ في عملية الاختيار والانتقاء من هذه الصفحات
وهذه الأحداث، ومن ثَمَّ تتحوَّلُ هذه الدراسة عن جمال الدين الا! غاني إلى
روح حية، تعيد الأفغاني الثائر والمفكر إلى رحاب حياتنا الثورية
والثقافية " (1).
يبدأ الدكتور عمارة بالردِّ على الشبهات التي انتشرت حول بلد ونسب
ومذهب الأفغاني، ذلك لأن بعض الشيعة -وأيضأ المستشرقين - يقولون
عنه: إنّه شيعي جعفري إيراني، وليس سنيّأ أفغانيّأ، واستخدم في الردِّ عدة
أدلة ترد هذه الاتهامات الباطلة التي عملت على الانتقام من الا! غاني حتى بعد
مماته، للدور الذي قام به دفاعأ عن الإسلام والمسلمين.
لقد ناقش الدكتور عمارة فكرة الجامعة الإسلامية، وهي لبُّ افكار جمال
الدين الافغاني، وتطور هذه الفكرة، ومراحلها التي مرت بها في فكر
الأفغاني، فهو مثلاً يذكر أنَّ العلاقةَ فيما بين شعارات الجامعة الإسلامية،
وما بين الأفكار القومية، كانت في المرحلة الأولى من فكره تحمِلُ شيئأ من
الازدواج والتعميم وعدم الحسم، كذلك فمان موقفه من الخلافة العثمانية قد
خضع لتقلّبات وتطورات أيضأ، كما أنَّ الدكتور عمارة ناقش بوضوحٍ كاملى
موقف الا! غاني من: المضمون التحرري، والمضمون الطائفي لشعار
الجامعة الإسلامية، كذلك ناقشَ موقفه من الخلافة العثمانية، ودور وحجم
الفكرة القومية عند الأفغاني، كذلك لمن يكون الثقل والقيادة في سبيل
(1) جمال الدين الأفغاني، ص 9.
168