يذكر الدكتور عمارة أنه بعد الاحتلال الإنكليزي لمصر (1882 م) عمل
الإنكليز على تنمية تيار القومية المصرية الرافض لارتباط مصر بمحيطها
العربي والإسلامي، ولكن عندما بدأ مصطفى كامل نشاطه الوطني، أدرك أنّ
الجامعة الإسلامية هي السبيلُ للتعبير عن طوق النجاة من العزلة التي يريدها
الاحتلال الانكليزي، وتيار القومية المصرية.
في بداية الكتاب قدَّم الدكتور عمارة لحياة مصطفى كامل وأسرته
وتعليمه وكفاحه. . وأسلوب الدكتور عمارة مشوق، وكأنه يكتب
بأسلوب الروائي عندما يكتب عن الاشرة والحياة، ولا يغفل الربط بين
الخاص والعام، وعلاقة الأحداث التي كانت تجري في مصر
وانعكاساتها على أسرة مصطفى كامل ومسيرته وفكره، ويؤكد الدكتور
عمارة على أن مصر وصلت إلى عصر جديد بفضل جهود مصطفى كامل
الوطنية.
ناقش الدكتور عمارة فكرة الجامعة الإسلامية، ومنزلتها في فكر مصطفى
كامل من منطلق مقولة كامل: إن حركة الجامعة الإسلامية، بمعنى الحرب
الدينية، لا وجود لها بالمرة، فلا يوجد مسلم متنور يدعو إلى تأليف عصبة
إسلامية ضد المسيحية، كما يؤكد الدكتور عمارة على أنَّ لتيار الجامعة
الإسلامية عدة تيارات بينها من عوامل الاختلاف والتمايز أكثر مما بينها من
الوفاق والاتفاق، ومن هذا المنطلق عمل الدكتور عمارة على الرد على
الاتهامات التي وجهت لنشاط مصطفى كامل الوطني من خلال الجامعة
الإسلامية.
فيؤكد الدكتور عمارة أن عقيدة مصطفى كامل ونشاطه العملي إنما كانت
تصبُّ جميعأ في إقامة ذلك البناء الذي أسهم فيه أكثر من أي معاصر له؟ بناء
"القومية المصرية " و"الذاتية المصرية " و"الوطنية المصرية "؟ وهي كلها
173