كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

تمثل عاملاً للانصراف عن الكتابة عن الكواكبي، ولكن بعد مراجعتها يتّضجُ
للباحث انه رغم كل ما كتب عن الكواكبي، فما زالت هناك مناطق بكر في
عبقرية وآراء هذا المفكر لم تعالج، وبعضها عولج من زوايا خاطئة، مما
ترتبت عليه أحكام خاطئة، لذا كان هذا الكتاب.
وضع الدكتور عمارة منذ المقدمة وخلال صفحات الكتاب عدة أسئلة
تمثّل حجرَ الزاوية للكتاب، منها: ماذا كان يمثّل الكواكبي؟ وما هو
التفسيرُ الأقربُ إلى حقيقة ما آراد؟ وما هي حقيقة افكار الكواكبي؟.
ويدعو الدكتور عمارة مثقفينا وباحثينا إلى النظر بعين الاعتبار إلى التراث
وافاقه، لأنّ به من التقدمية والثورية ما يبهران الباحثين، ايضأ أصالةُ وعمقُ
الكواكبي يمثلان ميزة كبرى يجب أن يتحلى بها المثقف العربي المسلم.
القى الدكتور عمارة في البداية الاضواء على حياة وآسرة وترحال
الكواكبي، مبينأ العوامل المختلفة التي أثرت على هذا الفكر وأثرته، ثم يثيرُ
قضية خطأ البعض في فهم موقف الكواكبي من قضية العروبة! وأنّهم خلطوا
وجهة نظره فيها بحديثه عن الدين الإسلامي والروابط الروحية التي تربط
ما بين المسلمين. . يرى الدكتور عمارة أن المصدر الذي استقوا منه هذه
الأخطاء هو كتابه (آم القرى)؟ لأنّ هؤلاء درسوا الكتاب دون إمعانٍ، ودون
ان يتعمّقوا الفرودتى الدقيقة والحاسمة بين عدد من المصطلحات والاشماء التي
وردت في الكتاب. . وهنا قدم الدكتور عمارة عرضأ رائعأَ لهذه المصطلحات
والمفاهيم مبيتأ دلالتها واصولها وربطها بزمنها الذي قيلت فيه.
ويعرض الدكتور عمارة لاَراء الكواكبي في التجديد الديني، بل إنّ
الدكتور عمارة يضعه على رأس المجددين للدين الإسلامي على رأس القرن
التاسع عشر، وللتدليل على هذا الرأي قدّم عشراتِ النماذج من فكر
الكواكبي التي تؤيد وتؤكد ما وصل إليه الدكتور عمارة، من هذه الاَراء:
مطالبةُ الكواكبي بالعودة الواعية المستنيرة إلى المنابع النقية للدين الإسلامي،
175

الصفحة 175