مقال له وهو ما زال في المرحلة الابتدائية عن فلسطين، ونشر في مجلة
(مصر الفتاة) ودفعته هذ 5 الهزيمة للاطِّلاع بغرض المعرفة والفهم لما يدور
حوله من احداث، ومثَّلت قضية فلسطين حجر الزاوية في المشروع الفكري
لمفكرنا، فصدر له عدة كتب عنها وحولها، وبدأ في تشخيص الواقع المرِّ
للعالم الإسلامي والدعوة لتغييره.
تتابعت الاستفزازات الإسرائيلية بتهديد سورية، ونجحت هذ5
الاستفزازات في جعل مصر تغلق مضايق تيران، وتوقف الملاحة في خليج
العقبة، وقامت إسرائيل في (5 يونيه / حزيران عام 967 أم) بتوجيه ضربة
مفاجئة لكل من مصر وسورية، ونجحت في الاستيلاء على الجولان وسيناء
والضفة الغربية وقطاع غزة (1)، وكان لهذه الأزمة وقع أليم وقاسٍ في نفوس
الأمة الإسلامية، وسارعت اجهزة الإعلام الرسمية بوصفها بالنكسة، ولكنها
في الحقيقة كانت هزيمة ثقيلة الوطأة.
مثَّلت هزيمة حزيران أزمة عنيفة للشعوب الإسلامية، ولكنّها كانت أشدَّ
وطأة وعنفأ على المثقفين، الذين راحوا يبحثون عن أسباب الأمراض
المختلفة التي يعاني منها العرب خصوصأ والمسلمون عمومأ، فكانت
الهزيمةُ هي الصدمةَ التي أيقطت الجميع، ولا نبالغ لو قلنا: إنَّ مصر بدأت
تبحثُ عن نفسها بعد هذه الهزيمة، فظهرت الاتجاهات المختلفة: القومية
المصرية، والاتجا 5 الإسلامي، وأيضأ الاتجا 5 التبريري الذي يبرر الهزيمة.
كانت الهزيمةُ ثقيلةَ الوطأة على فكر الدكتور محمد عمارة الذي بدأ في
البحث عن النماذج الثورية في تاريخنا الإسلامي، والذي عاد إلى التاريخ
لاستقراء أحداثه، وفهم وقائعه، وذلك للإجابة على سؤال محدَّد؟ وهو:
(1)
مفيد عرنوق: أضواء على الصراع العربي الإسرإئيلي، منشورات دار
النضال، دمشق، 990 أم، ص 145 وما بعدها.
18