42 - الإمام الأكبر محمود شلتوت: المدرسة الفكرية - المسيرة
العلمية - الاجتهاد والتجديد (1):
يترجم الدكتور عمارة في هذا الكتاب لعلم من أعلام الفكر الإسلامي
التجديدي، الشيخ محمود شلتوت شيخ الارهر الاشبق، ذاكراً أنّ له مدرسةً
فكريةً خاصّةً تقوم على أساس الإحياء والتجديد، ورفض الجمود والتقليد،
والإصلاح الإسلامي بعيداً عن النموذج الحضاري الغربي، وهذا لائه كان
نتاجأ لمدرسة الإحياء الإسلامية التي صاغ منهجها وقواعدها الافغاني ومحمد
عبد 5.
يؤكِّدُ الدكتور عمارة أنَّ أهمَّ القواعد الفكرية للإمام شلتوت ومدرسته هو
نقدُ الجمود والتقليدِ، فالمقلّدون لأدبيات الغرب لا يمكن أن يفيدوا أمتهم
يميراث العلوم الغربية " لأنهم غفلوا عن ارتباط تلك العلوم والفنون
بملابساتِ نشأتها وخصوصيات حضارتها.
ويؤمن بالتجديد الذي يجمَع بين سلفية العودةِ إلى المنابع والاصول
الإسلامية، وبين عصرية فقه الواقع واستشرافِ المستقبل، وبذلك فهو
ضرورةٌ إسلاميةٌ، كما دعا إلى ربط الإسلام (الدين) بالدولة، والدولة
بالدين، فلا يتصور قيائم الإسلام بلا دولة، والإسلامُ هو أساسُ سياسةِ
الدولة، ومع هذا فالسلطةُ الدينية مرفوضة إسلاميّأ، ودعا إلى الشورى،
فهي فريضة إسلامية، وصفةٌ من صفات الأمة المؤمنة، وهو حق لجمهور
الأمة الإسلامية، تأثم جميعُها بتركه، وهي عامة في كل ميادين الحياة
وملزمة، وليست مَحْمَدَةًاختياريةً، ولذلك قرر الإمام شلتوت أنّ الاستبدادَ
هو عدوُّ الإنسانية.
ردَّ الشيخ شلتوت على الداعين إلى الشيوعية، وكذلك على أصحاب
(1)
طبع في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - مصر 2001 م.
181