المديدة التي قدّم فيها ما يزيد على تسعين كتابأ، وهو يعترِفُ أنها مجرّد
إشارات لمعالمها، وهي تمثِّلُ همومَ المفكر المجاهد المرابط على ثغور
الإسلام، والذي يواجِهُ أشرسَ التحديات. . ويذكر الدكتور عمارة أنَّ مشروعَ
القرضاوي مشروعٌ يمثّل في حياتنا الفكرية المعاصرة كتيبة من كتائب
الجهاد الفكري المجددة للدين الإسلامي تجدداً تتجدد به دنيا المسلمين.
يذكر الدكتور عمارة دعوة الدكتور يوسف القرضاوي لاتباع العقل وإعمال
الفكر، فالقراَن ما لبث يقول: "أَفَ! تَئَفَكَّرُونَ"، " ئِقَؤوِيَغقِلُونَ"، " لِّقَؤوٍ
يَعدُوتَ"، فالفكر والنظر والرأي والحجة والبرهان كلماتٌ لا نجدُها في
الكتب والديانات السابقة، ولكنّ القران يستخدمُها ويكرّرها مئاتِ المرإت،
لذا فالحضارة الإسلامية لم تنشأ من فراغٍ، وإنّما نشأت من أمة متهيئة وفي
منا! خ مناسبٍ.
ومن ضمن المشروع الفكري للقرضاوي محاولتُه بيان علل المجتمعات
الإسلامية والأسباب الحقيقية لتخلف المسلمين، ويؤكد القرضاوي أننا في
حاجةٍ مكثّفة للتخلص من الموروثات التي تعطّلُ انطلاقةَ الامة، فليس كلُّ
ما ورثنا 5 سليمأ وصحيحأ، والملاحَطُ من خلال الكتاب وجودُ شببما كبيرٍ جدّاً
بين المشروعين الفكريين للدكتور عمارة وللشيخ يوسف القرضاوي.
46 - التيار القومي الإسلامي (1):
يعتبَرُ هذا الكتاب من أخطرِ كتب الدكتور عمارة التي تتحدّثُ عن قضايا
فكرية معاصرة، فهو يبحثُ في قضية شائكة اختلفت فيها الاَراءُ، ووقف
طرفاها: القومي والإسلامي موقفأ عدائيّأكلٌّ تجا 5 الاخر، دون قراء5 أو فهمٍ
واعٍ لما يحمله كلُّ تيار، ودون محاولة لمعرفة القواسم المشتركة بينهما،
(1)
صدر هذا الكتاب عن دار الشروق - القاهرة، 417 أهـ- 997 أم، في
205 صفحة.
185