كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

أُعلن إسلامُه، ودُفِنَ في بغداد على الطريقة الاسلامية.
ناقش الدكتور عمارة هذه الاراء وكذلك رؤيته للإسلام، وللعديد من
القضايا الأخرى؟ مثل: التراث، والتقدم، ماذا يعنيان في المشروع البعثي؟.
فيؤكد الدكتور عمارة من خلال دراسته لأفكار عفلق في هذه الناحية أنّه
أخذَ يلجُّ في كتاباته على معنى جديد للتقدم والتقدمية بعيداً عن المعاني
الماركسية لهما، وقال: إئهما يعنيان التجديد لما مضى والاحياء للتراث،
وتجاوزَ آثار وأمراض حقبة التراجع والجمود والانحطاط في مسيرتنا
الحضارية لتحقيق التواصل الحضاري بين النهضة المنشودة والاحياء للتراث
من خلال إحياء روحه في مشروعنا الحضاري المعاصر (1).
وناقش الدكتور عمارة موقفَ عفلق من الصراع الحضاري بين العرب
والغرب، وقال: إنّه موقفٌ واعٍ وثابت وعميقٌ: "هو واحد من أكثر
الصفحات وعيأ وعمقأ ودقة وإشراقأ في مشروعة الفكري، بل وفي الفكر
القومي العربي المعاصر" (2) لذلك دعا عفلق القوميين العرب إلى الانفتاح
على الإسلام بما يشكله من ضمانة مصيرية لقوميتنا ومستقبلنا، كما دعا إلى
الحوار مع التيار الديني - حوار الحب والعقل - لذلك أعاد الدكتور عمارة
توجيه الرسالة نفسها إلى القوميين وإلى الإسلاميين لفتج الحوار، وأعتقد أنَّ
هذا هو الهدف الأساسي لهذا الكتاب الصدمة في أفكاره وفي نتائجه، وهذا
هو دور المفكر في قيادة الامة.
(1)
(2)
! -! --!
التيار القومي الإسلامي، ص 9 آ.
المصدر السابق، ص 94.
187

الصفحة 187