47 - الأعمال الكاملة لرفاعة الطهطاوي (1):
يعتبر الدكتور محمد عمارة بل ويؤكِّدُ على أبوة رفاعة الطهطاوي للنهضة
العربية الحديثة، فقد قاد العقل العربي، وأخرجه كي يتخطّى عصورَ الجهل
والجمود -حسب رأي الدكتور عمارة، ولم يكتفِ رفاعةُ بالتأليف
والترجمة، بل بنى جيلاً قاد النهضة، وسار بها خطواتٍ واسعةٍ.
ويأتي نشر هذه الأعمال وفقأ للمشروع الفكري للدكتور محمد عمارة
الذي عمل على إخراج مؤلّفات الجيل الأول من الرواد حتى تكون سنداً للأمة
في محنتها الان، وفي محاولات الأجيال لبناء نموذج تجديدي الآن.
أمضى الطهطاوي في باريس خمس سنوات (1826 - 831 أم) حيث
ذهبَ إليها مع البعثة المصرية كي يؤلِّفَ ويترجِم علوم الحضارة الغربية
وفنونها (2)، وكما قال الدكتور عمارة: ليؤمَّ الشرق العربي والعالم الإسلامي
في تخطي العصور المظلمة.
يرى رفاعة الطهطاويُّ أنَّ التجديدَ الإسلاميئَ كفيل بتقديم الإسلام الحلولَ
لمواكبةِ المستجدّات في العصر الحاضر، وما دامت هذ 5 الحلولُ بسبب
إسلاميتها هي الأقربَ لفطرة الإنسان المسلم، فإنَّ الإسلام يصبحُ هو الحلَّ
لمختلفِ مشكلات الحياة، ومما قاله رفاعة في معرض التزكية لفقه
المعاملات الإسلامية، والرفض والتحذير من القانون الوضعي الغربي: " إنَّ
بحرَ الشريعةِ الغرّاء، على تفرُّعِ مشاربه، لم يغادرْ من أمهاتِ المسائل
(1)
(2)
صدرت منها عِدّة طبعات، الطبعة الأولى عن المؤسسة العربية - بيروت
973 أم، ثم في نفس المؤسسة عام 981 أم، ثم طبعت حديثأ في مكتبة
الشروق، القاهرة في ستة مجلدات.
قلت: أرسل رفاعة إمامأ للبعثة لا أكثر ولا أقل، أما اطلاعه على ثقافةِ
الغربيين وحياتهم الاجتماعية فكان بمبادرة ذاتية منه (ن).
189