كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

لماذا حدثت الهزيمة؟ فكان أنْ خرجَ لنا بمجموعة من الدراسات التي تصوِّر
حجم المؤامرة على العالم الإسلامي، وحجم التحدِّي المفروض عليه،
وكان من أهمِّ كتبه كتاب: (تفسير التاريخ بمنهج المأزوم العاجز) الذي دعانا
للفهم الصحيح لأحداث التاريخ، وللبعد عن التبرير في تفسير الهزائم،
ودعا إلى محاولة إستخلاص القوانين من حركة التاريخ.
3 - التمزق الإسلامي:
يمرُّ العالم الإسلامي بالعديد من الازمات السياسية التي تقطع أوصاله،
وتدمر مقوماته ووحدته، فهناك مشكلات الحدود بين العديد من الدول
الإسلامية: بين مصر والسودإن، وسورية ولبنان، واليمن والسعودية،
والعراق والكويت، والعراق وإيران، وغيرها من الدول، هذه المشكلات
تدمّر العلاقات العربية - العربية، وتؤدي إلى حروب مثل الحرب العراقية
الكويتية، ومن قبلها الحرب العراقية إلايرانية.
في ظلّ هذه الصراعات والانقسامات ابتعدت أحلامُ الوحدة بأشكالها
كافة، وابتعدت الاحلامُ المشتركة التي يجبُ أن تسودَ، حتى التنسيق
المشترك في القضايا الاسلامية لم يعد له وجودٌ، ومن ينظر إلى خريطة العالم
الإسلامي يرى كمّأ هائلاً من المشكلات لا يخلو منها قطر عربي وعلى رأسها
القضية الأساسية: فلسطين.
هذا الواقع المرّ استنفر ملكاتِ المفكرين في محاولة للبحث عن حلول
واقعية لهذه المشكلات المستعصية، وظهرت ثلاثةُ اتجاهاتٍ عند المفكرين
المسلمين، هي:
1 - الاتجاه الاول: الداعي إلى الخلافة الإسلامية، والوحدة الاندماجية
بين الدول الإسلامية، وهو اتجاه مغرِقٌ في التفاؤل، وبعيدٌ عن الواقع.
2 - الاتجاه الثاني: الداعي للتغربب والاننماء إلى الغرب، على أساس
19

الصفحة 19