كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

والرأي والمذهب، يذهب به إلى بعدين: بعد الاعتقاد المذهبي الديني وله
شرط، وهو: الا يخرج عن اصل الدين، ويجعل لهذا الأصل مرجعيةً
شرعيةً للاتباع والتقليد: اَراء الأشاعرة في العقائد، واَراء أرباب مذاهب
المجتهدين في الفروع.
ويرد الدكتور عمارة ذلك لأشعرية الطهطاوي وموقفه المعادي للمعتزلة
الذين قالوا بالتحسين والتقبيح بواسطة العقل.
ناقش الدكتور عمارة موقف الطهطاوي من المراة، واحترامه لها في
المجتمع، وحصولها على حقوقها كإنسان، وجعل ذلك معياراً لما عليه
المجتمع من التمدن والتحضر، وفي كتابه (المرشد الأمين في تعليم البنات
والبنين) معظم أفكار الطهطاوي في هذا الميدان، وهو يعتبر عدم توفية النساء
حقوقهنَّ فيما ينبغي لهنَّ الحرية فيه دليلٌ على الطبيعة المتبربرة، كما دعا
لحقِّ المرأة في التعلم، وحقها في العمل، ولكن الذي تطيقه بما يتناسب مع
تمايزها عن الرجل.
لقد قدم الدكتور محمد عمارة ببلوغرافية كاملة لمؤلفات الطهطاوي
وترجماته، وأشار إلى انَّ بعضَها لم ينشر، مِنْ بينها ترجمةُ (روح الشرائع)
لمونتسكيو، وترجمة مذكرات أستاذه الذي درس عليه، وعنوانها (أصول
الحقوق الطبيعية) وهي من أهم الكتابات في هذا المجال.
من خلال القائمة الببلوغرافية التي قدمها الدكتور محمد عمارة يتَّضجُ لنا
أنّ الطهطاوي ترجم في: التاريخ، والجغرافية، والقانون، والهندسة،
والأدب، والطب، كما ألّف في العديد من المجالات، وهذه المؤلفاتُ تتّسم
بالطابع الموسوعي، وهي كتابات كانت غريبةً عن المثقف والمفكر التقليدي
يومئذٍ " لذا يرى الدكتور محمد عمارة أنه كتب عن التمدن في الميادين العلمية،
وفي التاريخ انتقل من نمط الحوليات إلى التأريخ لحضارة الامة، وامتدَّ
191

الصفحة 191