كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي
نشاطه إلى الصحافة، فحوّل جريدة (الوقائع المصرية) رائدة الصحافة العربية-كما يلقبُها الدكتور عمارة - من نشرة تركية ركيكة تترجم للعربية، إلى
صحفية عربية تترجَمُ للتركية، وجعل منها منبراً للأفكار والآراء والترجمات.
يرى الدكتور عمارة أنَّ أهم ما يميِّزُ الطهطاوي هو رعايته لثلاثة أجيال
من الذين تعلّموا منه وعملوا معه، وقدّموا للحرية الفكرية كنوزاً فكريةً
رائعة، بلغت ألفي كتابٍ خلال أربعين عامأ، من هنا تأتي اهميةُ نشر نصوص
رفاعة الطهطاوي لتكون دليلاً يهتدي به الناس في ظلمات الجهل، ولتكون
نموذجأ للتجديد الإسلامي الحديث.
48 - الأعمال الكاملة لجمال الدين الأفغاني (1):
يعتبر جمال الدين الأفغاني رائدَ مدرسةِ الإحياء الإسلامي، وهو الثائر
الذي لم يترك مكانأ أو موضعأ يلائم دعوته إلا وبذر فيه فكره الثوري ضدَّ
الاستعمار والاستبداد، فهو من المؤمنين بمورية الإسلام ضدَّ الجمود
والخنوع، وضدَّ الظلم والرضا بالاستبداد الذي جعل الأمة الإسلامية امة
خامدة جامدة.
فقد كان شعارُه الإصلاحَ بالإسلام ليتميّز المشروعُ الإسلامي عن الغرب
اللاديني، ولكي تعودَ الأمةُ لمواصلةِ نهضتها الحديثة، انطلاقا من الأصول
الإسلامية الجوهرية التي صنعت نهضةَ الإسلام الأولى، وبذلك تتجاوز
مرحلةَ تراجعها الحضاري، وتنجو من المسخ والنسخ والتشويه الذي يريدُه
لها الغربُ الاستعماري، لذلك كان الأفغانيُّ يردِّدُ أنَّ الدين هو قوام الأمم،
وبه خلاصها، وفيه سعادتها.
(1)
صدرت في القاهرة 968 أم، وطبعت بعد ذلك عدة مرات، منها: طبعة
بيروت 979 ام، وهي تضم الأعمال التي طلب الأفغاني من تلاميذه
كتابتها إملاءً منه.
192
