كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

رشد، وهو رائد العقلانية في الفلسفة الإسلامية، كما أنّه من أبرزِ الفلاسفة
المسلمين الذين حاولوا التوفيقَ بين الحكمة والشريعة.
قدم الدكتور محمد عمارة لحياة ابن رشد في عُجالة، كما قدّم للمحنة
التي امتُحنَ بها في فكره وعقيدته سنة (195 ام)؟ حيث نفي من قرطبة،
واُحرقت كتبه، وسائر كتب الفلسفة، وحُظِرَ على الناس منذُ ذلك الوقت
الاشتغالُ بالعلوم العملية، والنظرُ فيما عدا الطبّ والنجوم والحساب.
عرض الدكتور محمد عمارة للقضايا التي عالجها ابن رشد في الكتاب "
مثل:
1 - العالم، هل هو قديم أو محدث (معنى الفدم والحدوث)؟.
2 - العلم الإلهي، وهل هو محيط بالجزئيات، أو مقتصر على الكليات؟.
3 - المعاد، وهل هو مادي أو روحي؟.
ولكن الدكتور محمد عمارة يرى أنّ الكتابَ اقربُ إلى أن يكون حديثأ في
المنهج منه إلى ان يكون ساعيأ إلى دراسة هذه القضايا الثلاث السابقة، ومن
بين عناصر هذا المنهج الذي قدّمه ابن رشد يبين عنصران، هما:
ا - التأ ويل.
2 - اختلاف مراتب الناس باختلاف طباعهم، وتفاضلها في التصديق.
يذكر الدكتور محمد عمارة أنّ ابن رشد "يذهبُ إلى أنَّ في الفاظ الشرع،
وظواهر نصوصه ما يشهدُ للتأويل في كلِّ موطن يحتاجُ التوفيق بين الحكمة
والشريعة فيه إلى التأويل " (1).
قدم الدكتور محمد عمارة عشراتِ التعليقاتِ التي أضاءت النصَّ،
وفتحت مغاليقه، كما قدّم النصَّ سليمأ من عدة مخطوطات، بعكس
(1) فصل المقال، ص 9.
204

الصفحة 204