الطبعات السابقة للكتاب، سواء في ألمانيا أو فرنسا أو الجزائر أو مصر،
والتي اعتمدت في معظمها على نسخة واحدة ناقصة، واتّبع الدكتور محمد
عمارة منهج التحقيق العلمي، فخرجت لنا النصوصُ كاملةً واضحةً لتقدِّمَ
الجديدَ للمكتبة الإسلامية حول واحل! من أهم رواد الفكر والفلسفة
الإسلامية.
54 - الإسلام وأصول الحكم، لعلي عبد الرازق (1)، دراسة ووثائق
الدكتور محمد عمارة:
يذكر الدكتور محمد عمارة أنّه ما مِنْ كتابٍ أثار ضجّةً عند صدوره مثل
هذا الكتاب، والذي انقسمَ الناسُ في تقويمه قسمين: إمّا مؤيدٌ تماماً لما
جاء في الكتاب دون تحفظ، وإما رافض الكتاب دونما روية أو تعقل ا و
حساب.
لذلك دعت الحاجةُ إلى إعادة تقديم النص وتقويمه بعد تغير الظروف التي
صاحبت ظهور الكتاب، فقد شرح الملابسات السياسية لصدور الكتاب،
من قيام أتاتورك بإلغاء الخلافة العثمانية، ومن رغبة الملك فؤاد في جعل
نفسه خليفةً للمسلمين (2)، وهو الحلم الذي كان يراوده، لذلك احدثَ هذا
الكتابُ ضجّة كبيرة اكبر من الحجم الملائم والمتلائم مع قضاياه الفكرية إذا
أُخذت مجردة، أو أغفل قارئه هذه الظروف والملابسات.
كما يذكر الدكتور محمد عمارة انّ هذ! الكتاب كان سهمأ موجهأ ضد
الجالس على عرش مصر - فؤاد - وقدّم الأدلةَ التي تثبت هذا الرأي.
(1)
(2)
المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت عام 2000 م، في 193
صفحة.
هذه أسطورة روّجها مؤيدو الكتاب، والحقيقة أن الكتاب ترجمة وإعادةُ
صياغةٍ لبحث المستشرق البريطاني مرجوليوث عن (الخلافة)، انظر:
الخلافة في العصر الحديث، للدكتور ضياء الدين الريس (ن).
205