كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

على الكتاب، مثل: التناقض في تقويم التجربة الإسلامية على عهد
الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأيضاًالتناقض في تقويم تجربة ما بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم -
ومرجع هذا عدم تبني المنهج الذي يرى الصلة بين الدين والدولة دون أن
تكون هذه الصلة هي التطابق، كما يذكر الدكتور محمد عمارة أنّ من بين
نقاط الضعف في الكتاب ان المؤلف يستشهد في أحيان كثيرة بشواهد
لاتشهد له، ويسوق الأدلة التي هي عند الفحص والتامل لاتصلح
للاستدلال، ويسوقُ عدة شواهد للتدليل على هذا الأمر، كما آنّ المؤلف
اهمل الجانب المشرق في الفكر الإسلامي بما يعطي انطباعات سلبية عن
هذا الفكر وعن الحضارة الإسلامية.
وفي الكتاب قدم الدكتور محمد عمارة عدة وثائق عبارة عن مقالات
ووثائق محاكمة الشيخ عبد الرازق، كما قدّم رأي سعد زغلول في الكتاب،
واستلزمت الدراسةُ والوثائقُ وهي تُلقي مزيداً من الأضواء الكاشفة حول
مضمون الكتاب وأفكاره وتحديد بعض غوامضه، وتفسير بعض عباراته،
وتاكيد بعض المعاني التي اشتبهت على القراء بسبب الإيجاز الشديد الذي
كتب به الكتاب، هذا ما ذكره الدكتور محمد عمارة عن هذا الكتاب، وإن
كان في مقدمة كتابه عن عبد الرحمن الكواكبي شهيد الحرية ومجدد الإسلام
(طبعة دار الشروق - القاهرة 07 20 م) قد ذكر أنّ هناك اتفاقاً بين الباحثين
على أن الشيخ علي عبد الرازق هو أول من قال: بفصل الدين عن الدولة
في العصر الحديث، وبذلك فهو أول العلمانيين العرب!.
55 - نقض كتاب (الإسلام وأصول الحكم) للإمام الأكبر السيد محمد
الخضر حسين (1)، دراسة وتحقيق الدكتور محمد عمارة:
في البداية يذكر الدكتور محمد عمارة أنّ العلمانية بما تعنيه من فصل
الدين عن الدولة كانت غريبةً عن البيئة العربية الإسلامية، إلى أن تبلور تيارُ
__________
(1) مكتبة نهضة مصر - القاهرة، 998 1م، في 52 صفحة.
207

الصفحة 207