والانهيار؟ يمكن تلخيص اهم ملامحها في عدة نقاط:
1 - هناك حالة من الاستقطاب تتعرض لها الثقافة الإسلامية: فيعمل
الغرب بكل ما أُوتي من قوةٍ على فرض النموذج الغربي، ونجحَ في ذلك إلى
حذّ بعيدٍ، فأصبجَ هناك اتجاه تغريبي كبير يدعو للارتماء في أحضان
الغرب، لذا وقف الدكتور محمد عمارة ضد هذا الاتجاه مُنبًهأعلى أخطاره،
وداعيأ للحفاظ على المقومات الأساسية للفكر الإسلامي، وناقداً بالبينة
والدليل آراء هذا التيار.
2 - هناك حملات موجَّهة ضد الفكر الإسلامي، وضد الحضارة
الإسلامية، يقودها أحياناًالغربُ نفسُه، وأحياناً ينيب عنه بعضَ تلامذته
الداعين للتغريب، وتتمُّ هذه الحملات في كل الأحيان بمباركة الغرب،
ابتداء من سلمان رشدي وغيره، وكذلك اَراء المستشرقين، وهذه الحملات
تستنفرُ المفكرين المسلمين للرد عليها.
3 - هناك من أبناء المسلمين من فُتنوا بالنظريات الحديثة مثل المادية،
فعملوا على تطبيقها على القراَن الكريم وعلى الفكر الإسلامي: وهو
ما أدَّى لنتائج بالغة السوء، مثل الدكتور نصر حامد أبو زيد، ورغم ذلك
طالب الدكتور محمد عمارة وامثاله بحرية الرأي، ونقد الرأي بالرأي
والفكر، ونقد كتابات أبي زيد بشكل علمي رصين، هادمأ إياها من
الأساس، بعيداً عن التعصب والتشنج.
4 - هناك حالة من التكفير والتخوين تسودُ الواقع الفكري الإسلامي:
وهذا ناتج عن الانغلالتى وعدم الحوار، لذا دعا الدكتور محمد عمارة في
العديد من كتبه للحوار بين كل الفئات والأطراف المختلفة، وصولاً لحلول
لهذه الأزمات الطاحنة.
5 - سيطرة النظرة الأحادية على الكثير من القطاعات الفكرية
والاحادية أدت لإنكار الآخرين، وعدم التعامل معهم: وهذه النظريةُ قاتلةٌ
22