كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

ومميتةٌ، لذا دعا الدكتور محمد عمارة إلى التعددية الإسلامية، فالإسلام
قائم على التعدُّد في كل شيء، فيما عدا الوحدانية الإلهية، وهذه التعددية
هي التي حافظت على الجماعات العرقية والدينية التي عاشت في كنف
الإسلام.
6 - تقوم جماعات وإرساليات تنصيرية كثيرة ومتعددة وتابعة لكنائس
مختلفة (وهي قد تختلف في كل شيء إلا أمراً واحداً: وهو العمل التنصيري
بين المسلمين: ونجحت هذه الإرساليات في عملها إلى حد ما) بالعمل على
تشويه الإسلام وصورته أمام أبنائه وأمام العالم، وهؤلاء يقيمون المؤتمرات
لوضع الخطط لكيفية العمل التنصيري بأيسر السبل، مما دفع الدكتور محمد
عمارة للتحذير من التنصير بكافة ألوانه.
7 - الأقليات الدينية التي تعيش في العالم الإسلامي ويعمل الغرب
على استخدامها كورقة رابحة للضغط على الحكومات الإسلامية عموماً:
نجد الدكتور محمد عمارة إستشرف المستقبل منذ فترة طويلة، فعمل على
تحذير الأقليات من حالة الاستقطاب المدبَّرة لها، فظهرت كتبُه المناهضة
والمحذرة من هذا الاستقطاب، والموضحة لما أسداه الإسلام لهذه الأقليات
من خدمات لم يجدوها في أماكن أخرى.
8 - يعمل التيار التغريبي على الدعوة للعلمانية وإحلالها محل النموةقي
الإسلامي في الحكم والسياسة عموماً: وقف الدكتور محمد عمارة لهذا
التيار بالمرصاد، فهو يناقش ويفنِّد اَراءهم بعقلانية شديدة، ويهدم
أطروحاتهم الفكرية بالنقد العقلاني، موضِّحأ أنَّ العلمانية لا يمكِنُ أ ن
تنالسِبَ البيئة الإسلامية لاختلاف المنطلقات الفكرية للاثنين، فظهرت كتبه
عن العلمانية وأزمتها، في بيئتها الأصلية في الغرب، كما ناظر عُتَاة
العلمانيين في مصر والكويت وغيرهما.
لذا دعا الدكتور محمد عمارة للتعددية في الإطار الإسلامي، وهي سِمَة
23

الصفحة 23