3 ا- ارتفعت صيحات مثقفي اليسار مطالبين بالتنوير الإسلامي على
خطا التنوير الغربي، وأصدرت الهيئةُ العامةُ للكتاب في مصر سلسلة كتب
التنوير، وردّ الد!! ر محمد عمارة على هذه الصيحة بقوله: التنوير
الإسلامي، هو الذ/ي يستنير أهله بنور الإسلام، ونور القران، ونور
الرسول! ي!، ونور الح!، ويرى في العقل سبيلاً من سبل المعرفة،
يستقل بإدراك أشياء، ولا يستطيعُ كملكة من ملكات الإنسان المحدودة
الطاقات والنسبية الإدراك - أن يستقلّ بإدراك كل الاشياء، ولذلك تتزامل
وتتكامل معه سبل وهدايات أخرى: العقل، والتجربة، والنقل الذي يأتي
بخبر السماء، والوجدان) أي: إنَّ التجديد الإسلامي جعلها أربع هدايات،
وليست فقط - كما فرب حالها في التنوير الغربي - اثنتان: العقل والتجريب (1).
14 - ظهر في الساحة الثقافية في العقدين الأخيرين تنامٍ كبير للتيارات
الجهادية الإسلامية، وبعض التيارات الجامدة، فوقف من التيارات الأولى
مناقشأ لارائهم وأؤكارهم، وموضِّحأ بالدليل والبرهان خطأَ العديدِ من
معتقداتهم، وذلك بالفكر الهادي القائم على الفهم العميق لقضايا الإسلام،
ولكنّهم بادلوه ذلك بتوجيه أقذع أنواع الاتهامات والسباب - كما سنوضّجُ فيما
يلي من الكتاب.
أما التيارات المنمسكة بالفهم الجامد للنصّ فيطلِقُ عليها في كتاباته: تيار
الجمود والتقليد؟ ؤهو ينقد غلو الافراط والتفريط، فغلو الإفراط من وجهة
نظره هو من يقف عند ظواهر النصوص والمأثورات، أما غلوُّ التفريط فهو من
ينحاز للعقل وحده، يىن النصوص والمأثورات.
15 - يتبنى الدكتور محمد عمارة تيار الوسطية الإسلامية، الذي تبنته
(1)
الدكتور محماد عمارة: الإسلام بين التنوير والتزوير، دار الشرووَ،
القاهرة، 02! 2 م، ص 29 وما بعدها.
25