كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

مدرسة الإحياء والتجديد الإسلامية بقيادة جمال الدين الأفغاني، ومن بعده
تلامذته، لذلك عمل الدكتور محمد عمارة على تحقيق ونشر تراث هذه
المدرسة ابتداء من الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا وغيرهم، لذلك
دعا إلى وسطية الإسلام الجامعة بين الشريعة الإلهية والشورى الإنسانية. . .
بين عالم الغيب وعالم الشهادة، بين العقل والنقل، والوجدان والتجربة،
كسبل أربعة للمعرفة والهداية الإنسانية (1).
ثالثاً: العوامل الدينية:
عاش الدكتور محمد عمارة في الريف المصري حيث الارتباط الطبيعي
بالقيم الأخلاقية المحافظة، بعيداً عن بهرجة الحياة في المدينة، وحيث
التمسك بعدد من المبادئ الأخلاقية، التي صاحبته من الريف إلى المدينة،
مثل: النظرة للأسرة ووظيفتها، وزي المراة ومكانتها في المجتمع، ولعلّ
ما يعبر عن ذلك أصدق تعبير ما ذكره في مقدمة كتابه: (التحرير الإسلامي
للمراة (ففي هذا الكتاب يحكي كيفَ رأى وهو في طنطا اثناء دراسته في الثانوية
الأزهرية بالمعهد الأحمدي -زعيمة حزب بنت النيل، وهي أبرز قيادات
الحركة النسائية المصرية، وأنّه فوجى بلغةِ خطابها والمفاهيم التي تدعو
إليها، ومظهرها المتفرنج "كل ذلك جعلني أنتقل بفكري من ندوة الزعيمة
إلى القرية التي ولدت فيها، وعلى صور وحياة النساء اللاتي عرفتهن
ونشأت بينهنّ، وتربيت في أحضانهنّ " (2)، فهو هنا متترس حول أفكار وقيم
القرية، رغم أنه كان آنذاك عضواً في الحزب الاشتراكي: مصر الفتاة.
وكذلك كان لحفظه القراَن الكريم في كُتَاب القرية، ثم تعليمه الأزهري
أثر كبيرٌ في فكره والتزامه الديني والأخلاقي في كل القضايا التي يعرض لها.
(1)
(2)
الدكتور محمد عمارة: الإسلام بين التنوير والتزوير، ص 25.
الدكتور محمد عمارة: التحرير الإسلامي للمرأة، دار الشروق، القاهرة،
02 0 2 م، ص ه.
26

الصفحة 26