كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

عنه ضد خصومه، مستخدمأ العقل في تفنيد حجج الخصوم، وهو في كلِّ
ذلك ينطلِقُ من مشروع فكري واضج المعالم يضعه نُصْب عينيه، ولذا نكون
منصفين لأنفسنا وللحقيقة لو اعترفنا بأن محاولتنا التعرّف على منهج الدكتور
عمارة هي محاولة للإلمام بهذا المنهج، وليس للإحاطه بدقائقه. . لذلك
نعرض لبعض الملامح لهذا المنهج:
1 - المصادر:
تدل مصادر الدكتور على عمق ثقافته التراثية، وأيضأ على عمق اوّلعه
على المؤلفات الحديثة في كافة المجالات، ممّا أعطاه ثقافةً موسوعيةً رفيعةً
جدّاً، انطلق من خلالها ليحلِّق في آفاق الفكر والإبداع.
فهو ينطلق أساسأ من القران الكريم، وكتب التفاسير، وعلوم الحديث
النبوي. . وله في ذلك باعٌ طويلُ جدّاً، وممّا ساعده على ذلك تعليمُه
الأزهري، وتعليمه في كلية دار العلوم.
فمن خلال مؤلفات الدكتور عمارة يمكننا ان نحصي المئات من كتب
التراث ومصادره الأصلية التي اطلع عليها الدكتور عمارة، وعاد إليها مفسِّرأ
وشارحأ ومقتبسأ منها، ويلاحظ على هذه المصادر أنَّها مشرقية ومغربية
واندلسية، فهو على إحاطة تامة بهذه المصادر، وهذا يفسّر شموليةَ
المشروع الفكري للدكتور عمارة.
وايضأ يعود لكتب التراث بمختلف ألوانها الفكرية مثل: كتب ابن تيمية،
والماوردي، وابن حزم الظاهري، والكتب الأصلية (الأمهات) للمذاهب
الإسلامية، وكذلك المعاجم اللغوية بكافة أنواعها.
وهو في اقتباسه من هذه المصادر لا ينقلُ فقط، بل يستخدم ثقافته وعقله
في التحليل، وهو ما يمكن أن نسمِّيه: إعادة إنتاج المعرفة مرة أخرى،
فيضفي ذلك على العلم والثقافة اضواء كاشفة على التراث، وهو يعمل على
28

الصفحة 28