كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

تأصيل المصطلحات الحديثة، والعودة إلى جذورها التراثية، مستثمراً
معرفته العلمية بالتراث وألوانه.
وعندما يتحدث ا (دكتور عمارة عن الاخر يلجأ دإئمأ إلى مصادر هذا الاخر
وإلى مصادر محايد!، كما يلجأ إلى الأرقام والاحصاءات، واستخدام
الجداول والرسوم الببانيَّة، وهو من المناهج الجديدة في العلوم الإنسانية،
وهو يعلِّل سبب لجوئه لهذا المنهج بقوله: "لقد تعمدنا في هذ 5 الدراسة أ ن
يكونَ الرجوعُ دائمأ إلى المصادر المتخصِّصة والمعتمدة، والتي كتبها علماء
وباحثون مشهود لهم بالامانة وبالموضوعيَّة ورسوخ القدم في تخصصاتهم،
وتعمّدنا كذلك عندما نكونُ بإزاء قضية خلافية يدور حولها جدل كبير وكثير،
أن تكونَ المصادر التي نحتكم إليها قد كتبها علماء وباحثون غير
مسلمين " (1). .
وهذا المنهج يؤدِّي لاقناع الاخر بسهولة، ولا يلجأ الاَخر إلى التشكيك
في المؤلفات ومؤلفجها لانهم منه. . كما أنه يدل على عمق ثقافة المؤلِّف
وإحاطته بكتب الاَخَر ومصادره.
2 - التاريخ:
يرتبط التاريخ بهخهج الدكتور عمارة أتمَّ ارتباط، فهو يستخدمه بوعي
وذكاء شديدين، فهو ملمّ إلمامة كاملاً بتاريخ الامة في كافة مراحله بشكل
دقيق للغاية، وهو مدرك لأبعاد التاريخ والعوامل المؤثرة فيه، وهو على
وعي بفلسفة التاريخ، وهو يستخدِمُ هذ 5 المعرفة بالتاريخ في كتبه، ويوظِّف
ذلك توظيفأ رائعأ، رابطأ بين الاحداث المختلفة ومفسّراً لها، وهو على
معرفة وعلم بتاريخ الاخَر؟ لذلك يستدعي تلك المعرفة للاحتكام إليها وقتَ
(1)
الدكتور محمد عمارة: الإسلام والأقليات، دار الشروق، القاهرة،
وراجع الجداول في نفس الكتاب، ص 30 وما بعدها.
29

الصفحة 29