والارقام أيضأ ذات دلالة في كتابه عن الأقباط حينما يوضّج بالأرقام اعداد
الأقباط، وايضأ نسبة ممتلكاتهم ليدلِّل على أنهم اسعد أقليَّة في العالم.
ونجده في كتابه (الصحوة الإسلامية في عيون غربية) يعتمِدُ على منهج
التحليل والتركيب؟ لا! ذلك يضع أيدينا على اهم المعالم التي راَها
المستشرقون عن الحالة الإسلامية كما رسموها في أحلامهم.
ويلقي الدكتور عمارة نفسه الضوء على منهجه في الحوار والتعامل مع
دعاوَى الخصوم بقوله: "يعلِّمنا القراَن الكريم منهج التعامل مع دعاوى
الخصوم. . . ألآَ نصادر ما يذَعون. . . وألآَ نتجاهل الذي يزعمون. . .
وألآَ نكتفي بترديد الحق الذي نؤمن به، وإنما لابدَّ من محاورتهم،
وتفنيد دعاواهم، بالمنطق البرهاني والحجج العقلانية، التي هي بمثابة
"العملة الدولية " و"الاَليات العامة " المعتمدة في كل الأنساق الفكرية،
ومن قبل كل أصحاب العقول " (1).
ويؤكد في موضع آخر على قيمة المحاورة فيقول: "ثم قُمْنا بمحاورة
هؤلاء الخصوم، وتفنيد جميع دعاواهم بالمنطق العقلاني، الذي يحتكم
إليه ويستنجد باَلياته جميع العقلاء، في كل الديانات والحضارات
والقارات والعصور" (2).
ويتمتع الدكتور عمارة بأمانة علمية كاملة، فهو يردُّ الاقتباسات إلى
الكتب التي رجع إليها، ويردُّ الاراء لاضحابها، ويعترِفُ بفضل مَنْ سبقه،
ولا يتردد في اعترافه بالاستفادة من بعض مَنْ درسو! أحد الموضوعات قبله،
ففي مقدمة تحقيقه لكتاب (فصل المقال) لابي الوليد ابن رشد نجده يعترف
بأنه سبق تحقيق الكتاب ونشره قبل ذلك عدة مرات، ويقول: "خصوصأ أننا
(1)
(2)
الدكتور عمارة: القدس بين اليهودية والإسلام، نهضة مصر القاهرة،
999 ام، ص 6.
المصدر السابق، ص 7.
32