الشرعية التي لا توافؤ، عقله " (1). . وجعلوه من المعتزلة، ومن العاملين على
إعادة نشر فكرهم.
ويرى أصحاب هذه التيارات أن الدكتور محمد عمارة يعمل على إحياء
تراث المعتزلة لاتفاقه معهم فكريّأ، خصوصأ في الغلو في تمجيد العقل
البسري على حسابا نصوص الوحي، وهم يخطِّئونه أيضأ في إحياء تراث
الأفغاني ومحمد! فىه، وهم - أي أصحاب هذا التيار - يرون أنَّ هذه
المدرسة منحرفة عن التيار الإسلامي، وأنَّها في حقيقتها علمانيةٌ، وهي
سلاحٌ بيد الأعداء لت! ريب ومسخ بلاد المسلمين.
وهؤلاء بكلِّ تأدَيد لم يقرؤوا عشرات المقالات ومجموعة الكتب التي
كتبها الدكتور عمارا؟ عن الإسلام والعلمانية، ومأزق العلمانية في الغرب
والتغريب، والغزو الثمافي، وهي كتب خصَّصها للدفاع عن ثوابت الأمة
الإسلامية في مواجهة الفكر العلماني الذي قال عنه بعد تقديم عشرات الأدلة
والبراهين: إنّه لا يصلحُ للعالم الإسلامي، وإنّه فكر منحرف. . فكيف إذن
يدعو إليه؟!. .
كما أنهم لم يقرؤوا الأعمال الكاملة التي يهاجمونها، ذلك أن الدكتور
عمارة سواء في الدراسات التي سبقت هذه الاعمال، أو الأعمال نفسها تنطِقُ
وبوضوح كامل وبلا' مراء أنّها ضد العلمانية، وضد التغريب، مع الحفاظ
على ثوابت الأمة ود! قوِّماتها الحضارية، وأنّهم حينما قالوا بالتفاعل والأخذ
عن الغرب، حدَّدوا ذلك بمجالات العلوم والتقنية، وشدَّدوا على الحفاظ
على المقومات ال! ضارية والفكرية الإسلامية، فعل ذلك الأفغاني الذي
هاجم التنوير الوضهي الغربي، ومحمد عبده الذي وفف بالمرصاد للعلمانية
وللتغريب، وحديثأ فعل ذلك محمد عمارة، فهو إمتدادٌ فكري لهذه المدرسة
(1)
سليمان بن صالج الخراشي: محمد عمارة في ميزإن أهل السنة
والجماعة دار الجواب، الرياض، 413 أهـ، ص 141
35