الخلأَقة والبنَّاءة في الفكر الإسلامي، بعيدأ عن الغلو الذي يدمر صورة
المسلمين أمام أنفسهم وأمام العالم.
وهنا نرى الزَّيف في الادِّعاء، والجمود في الفكر، والانحراف في
المنهج، وهو ما يدعونا لتوجيه الدعوة لهؤلاء للقراءة ب! معان، ومن دون
اَراء مُسْبقة، وهي نفس الدعوة التي وجهها الدكتور عمارة في عدة كتب
للحوار، سواء بين التيارات الإسلامية المختلفة، أو بين هذه التيارات وبين
التيار القومي، فعمارة مؤمن بالحوار وسيلة للوصول إلى نفاط التقاء بين كافة
الأطراف، بُغية إنقاذ هذه الأمة مما يحيق بها من مؤامرات.
2 - موقفه من النصارى:
هناك اتهامٌ آخر من أصحاب بعض التيارات السلفيَّة للدكتور عمارة بأنّه
لا يرى كفر اليهود والنصارى، وأنّه يدعو إلى الوطنية التي تجمَعُ بين المسلم
والكافر.
ومن الناحية الأخرى هناك عددٌ من المنظمات والجماعات القبطية
المصرية بل الكنيسة القبطية نفسها، يرون أن الدكتور عمارة يكفّر الأقباط،
ويدعو إلى قتلهم، ورفعوا القضايا واقاموا الدنيا حول هذا الموضوع.
أليس في ذلك تناقض غريب، اتهامات متنإقضة من جهتين متنإقضين،
ونؤكد أنّه لا هؤلاء ولا هؤلاء قرؤوا كتبَ الدكتور عمارة في هذا الموضوع!
فهو يؤكد على انَ الإسلام يؤمن بالتعدُّدية في كل ما عدا الذات الإلهية، وانَّ
هذه التعددية تصل إلى اليقين في كلّ الأمور، وأن التعدُّدية الإسلامية هي التي
حفظت أصحاب الديانات السماوية في البلاد المفتوحة كمصر مثلأ، بعكس
الغرب وثقافته التي لا تقوم على التعدُّد، ونتج عن ذلك حروب دينية بشعة،
وقدَّم عشرات النماذج على ذلك.
كما أنَّه قدَّم لرؤية الإسلام لاهل الذَّمة، الذين يعيشون في المجتمع
36