المسبقة والتوجهات الإيديولوجية التي توجِّه أصحابها حسب فكر معين، لو
فعل هؤلاء لوجدوا ان الدكتور عمارة ضدَّ الفكر الاشتراكي تمامأ، وهو يوجِّه
إليه النقد الذي يقتلعه من جذوره، فكيف يدعو إليه؟! وحينما يطلب الدكتور
عمارة الاهتمام بالامن الاجتماعي، والعدل الاجتماعي، فهو يقصد ما يقول
تحديداً، ولا يختفي تحت الشعارات، ويستتر باشتراكية وراءها، فإنّه إنّما
يطالب بالنموذج الإسلامي، لأنّه هو الذي يضمَنُ للأمة النهوض، كما
نهضت به سابقأ، ولأن العلمانية والاشتراكية غير مناسبتين للبيئة الإسلامية
على وجه الإطلاق، وقدَّم عشرات الأدلة في كتبه على صدقية ما يقول
وما يؤمن به في وضوح ودون استتار.
4 - موقفه من الشيعة:
ويهاجم هؤلاء ايضأ ما سمَّوه: محاولة الدكتور عمارة التقريب بين أهل
السنة والرافضة، والرد على ذلك يستلزم امرين؟ هما:
الأمر الأول: أنَّ هذه الدعوة قام بها عدد من كبار العلماء الأزهريين على
رأسهم شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت رحمه اللّه منذ ثلاثينيات القرن
العشرين، وأنشأ مجفَة لهذا الغرض، وكان الهدف هو التقريب بين هذه
المذاهب، أو إن شعنا الدقَّة محاولة إيجاد أرضية مشتركة بين أكبر مذهبين
إسلاميين، في محاولة للاتحاد ضدَّ الاستخراب الغربي بشقيه: العسكري
الجاثم على أنفاس الامة انذاك، والتغريب الساعي لتأبيد هذا الاستخراب،
فالدعوة للتقارب دون التنازل عن أساسيات اعتقادات اهل السنة.
الأمر الثاني: قام الدكتور عمارة بتوجيه عشرات المقالات التي وجهت
كالقنابل ضدَّ محاولات الشيعة التهجّم على أهل السنة وتاريخهم الجهادي،
واعتقاداتهم ومحاولاتهم القول بتشيّع عدد من كبار علماء أهل السنة،
وكذلك بتأكيده على أنَّ الثورة الإيرانية وكذلك مقاومة حزب اللّه في لبنان
لا يعنيان أنَ الشيعةَ أكثرُ جهاداً وثوريةً من أهل السنة، فكيف يتنازل مثل هذا
38