كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

هذا هو محمد عمارة الذي نتمنَّى ان نجد امثاله في وقتنا الحاضر، والذي
يقول عنه الشيخ محمد الغزالي رحمه اللّه: إنَّ محمد عمارة قلعة من قلأع
الإسلام في القاهرة.
هذا عن موقف التيارات السلفئة من محمد عمارة والهجوم عليه، ولم
يكونوا هم الوحيدين الذين يهاجمونه، فهناك تيارات اخرى صبَّت جام
غضبها على الدكتور عمارة؟ مثل: الأقباط، والعلمانيين، ومن الغريب في
الأمر أنّهم يهاجمونه من الوجه المقابل لهجوم التيار السلفي، على سبيل
المثال: السلفيون يهاجمون الدكتور عمارة لأنه يدعو للمواطنة، والأقباط
يهاجمونه بزعم أنه متعصب يهدر دماءهم، وقس على ذلك الكثير لدرجة أنّه
بعد كتابه الاخير: (فتنة التكفير) مُنِع من كتابة مقاله الاسبوعي في جريدة
(الأخبار) المصرية، وشُنَّت عليه حملة شرسة على مواقع (النت) تتهمه
بالتعصب، ووصل الأمر إلى القضاء، وانبرت صحف مصرية وعالمية
للهجوم عليه بضراوة! هذا الأمر يؤكد عدة نقاط يجب ان نمعن النظر فيها:
1 - غياب الحوار كوسيلة بنَّاءة وفعالة للتقريب بين الفرقاء، وإحلال
الهجوم والقذائف شديدة العيار محله.
2 - انَّ الجو الثقافي والفكري في عالمنا العربي مشحون بالقلاقل،
ولا يقوَى على فتح الحوار الذي طالما نادى به الدكتور عمارة في كتبه.
3 - أن كلاً من الفريقين اللذين هاجما الدكتور عمارة لم يحاولا قراءة
المشروع الفكري للرجل في إطار متكامل، بل إنَّ كلأً منهما قرا أجزاء
بعيدة عن سياقها، ومجتزاة من النص، وهو ما يتناقفمع أبسط قواعد
المنهج العلمي في التفكير.
4 - آنَ الأمور تعدَّت النقد إلى ما هو آقسى وأفظع منه، وهو ما يدلُنا
على التدهور والانهيار اللذين وصلنا إليهما.
42

الصفحة 42