كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

وحاول البحث في جذور هذه النهضة والتأهيل لها، فهي لم تأتِ من فراغ،
ولاكانت زرعأ شيطانيّأ نبت بمفرده في أرض جرداء، لذلك دافع عن
الاتهامات الموجهة للقائمين بها قديمأ وحديثأ.
فقد دافع عن ابن تيمية الفقيه المجدّد ضدّ الذين اتهموه بالجمود،
وبتكفير الناس، وبأنّه المسؤول عن الإرهاب.
فنفى عن ابن تيمية فكرةَ التكفير مستشهداً بكتابه: (دَرْءُ العفل عن مناقضة
النقل) وفيه يرفضُ ابن تيمية تكفيرَ أحدٍ من الذين يشهدون ان لا إله إلا اللّه،
وأنّ محمّداً رسول اللّه، وذلك لأنَّ الكفر حكمٌ شرعي، لا بد فيه من نص
محكم، أو قياس على النص المحكم، ولا يجوزُ أن يكون كلأً مباحأ من
الاجتهادات العقلية، فضلاً عن الأهواء.
واعتبر ابنَ تيمية فيلسوفَ السلفية وحكيمَها الذي انتقل بها من الوقوف
عند النص وحده -واحيانأ ظاهر النص - إلى مرحلة فلسفة النصّ وعقلنته،
فابن تيمية جمع إلى الاجتهاد في الدين، الجهاد ضد الغزاة بالفكر والسيف،
وله من المؤلفات أكثر من أربعة اَلاف كراسة غطت مختلف ميادين العلوم؟
مثل: أصول الفقه، والتفسير، والحديث، والمنطق، والفلسفة (1).
كما أنّ ابن تيمية أبدعَ في مجال العقل والعقلانية الإسلامية، ومن الأمثلة
على ذلك: المؤاخاة بين الحكمة العقلية وبين الشريعة النقلية، أي: بين
صريح المعقول وصحيح المنقول (2).
وعندما اشتدت الهجمة عل ابن خلدون في الفترة الأخيرة، والتي شككت
في علمه، وانّه سرق نطرياته من إخوان الصفا (3)، نجد الدكتور عمارة ينبري
(1)
(2)
(3)
الدكتور محمد عمارة: ابن تيمية والتأويل، المصريون، 18/ 9/ 07 0 2 م.
ابن تيمية والتأويل.
الدكتور محمود إسماعيل: نهاية أسطورة نظريات ابن خلدون مقتبسة من
إخوان الصفا، دار إنباء للطباعة، القاهرة، 0 0 20 م، ص 13 وما بعدها.
45

الصفحة 45