كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

للدفاع عنه معتبراً إيّاه من اعلام علماء الشريعة الإسلامية، وانّه أيضأ له
إسهاماته التي جعلت منه: "عالمأ في العلوم السياسية، ينافس نجاحُه في هذا
المجال نجاحه كرائد لعلم الاجتماع والعمران "، وناقش الدكتور عمارة رؤية
ابن خلدون للنظرية السياسية الإسلامية التي رأى أنها تميِّزُ النظام السياسي
الإسلامي عن نطم الاستبداد وعن نظم السياسة العقلية المجردة من الشريعة (1).
يجعل الدكتور محمد عمارة ابنَ تيمية هو النموذج العقلاني للنهضة
الإسلامية، وكما دافع عنه دافع أيضأ ضد المقولات العلمانية المعادية لرواد
النهضة الإسلامية في العصر الحديث، فوقف مفنّداً لها بالأدلة العقلية،
فعلى سبيل المثال مقولة: إنّ الخط البياني للتجديد والعقلانية في تاريخ
اليقظة الإسلامية كان خطّأ هابطأ، قائلين: إنّ محمد رشيد رضا كان خطوةً
إلى الوراء مقارنة بالأفغاني ومحمد عبده، ثم جاء حسن البنا، فعاد خطوات
إلى الوراء حسب زعمهم في ميدان العقلانية والتجديد.
يرد الدكتور محمد عمارة على تلك المقولة نافيأ لها ومدافعأ عن أعلام
اليقظة الإسلامية مستدلأً بعدة أدلة؟ منها:
أن مرحلة الالمحغاني ومحمد عبده كان التركيز فيها على نقد التخلّف
الموروث أكثر من التركيز على نقد التغريب، لا! ثقل التخلف الموروث كان
أكبر من ثقل التغريب.
وفي عهد حسن البنا كان ثقل التغريب أكبر؟ لأن الاستعمار والتغريب
سيطرا على العالم الإسلامي: "حتى أصبج خطراً داخليّأ بعد أن كان واقفأ على
ا لأبواب " (2).
(1)
(2)
الدكتور محمد عمارة: النظام السياسي الإسلامي، المنار الجديد، إبريل
07 0 2 م، العدد (38).
راجع الدكتور محمد عمارة: ثوابت الصحوة الإسلامية، موقع الأستاذ
عمرو خالد على النت، السبت ا مارس 2008 م.
46

الصفحة 46