هنا رأى الدكتور محمد عمارة أن اليقظة الإسلامية تستمد أصوله! الأولى
وجذورها العميقة من الإسلام، وهي بذلك تختلف عن التنوير الوضعي
العلماني الغربي الذي أثمر الحداثة التي أقامت قطيعة معرفية مع الموروث؟
خصوصأ الموروث الديني، لذلك علينا الابتعاد عن هذا النموذج،
واللجوء إلى نموذجن! الإسلامي، " لقد أحلت الحداثة الغربية العقلَ والعلمَ
والفلسفةَ محل اللّه والغيب والدين، بل واتهت العقل، فأعطته مكانة
المطلق " (1).
ثانياً: الدفاع عن اهل السنة:
في ظلّ الهجمة الشرسة التي يتعرّض له! الإسلام في الوقت الحاضر،
عمل الدكتور محمد عمارة -كواحد من اهم المدافعين عن ثوابت الأمة - على
الدفاع عن القضايا المثارة ضدها، ومنها: ما يثيره الشيعة، وما يطلقه غلاة
هذه الطائفة ضد أهل السنة والجماعة.
فقد وجهوا اتهامأ لعدد من رموز الفكر السني بأنهم اعتنقوا المذهب
الشيعي، قالوا ذلك على الشيخ محمد سليم البشري شيخ الأزهر ومفتي
المالكية، وايضأ على الشيخ محمود شلتوت، كما وجهوا هذا الاتهام إلى
الشيخ محمد عبد 5 والسيد جمال الدين الأفغاني.
يرى الدكتور محمد عمارة أنّ هذا الاتهام من الأوهام الثقيلة، بل ذروة
الأوهام عند الشيعة، ودافع الدكتور محمد عمارة ضد الاتهام مستدلآً بالعديد
من الأدلة؟ مثل: قول الشيخ عبده عن عقيدته هو وعقيدة أستاذه الأفغاني في
(1)
ا لإسلام، د ار ا لشروق، القا هرة، ط 2، 988 1 م، ص 7 وما بعدها.
الدكتور محمد عمارة: التنوير الوضعي الغربي، موقع الأستاذ عمرو
خالد، مارس 08 0 2 م.
48