كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

الشيعي، ويردُّ على اتهامات الشيعة ضد السنة، ويدافع عن أمجاد أهل
السنة، فيذكر أنّ مِنْ ضمن الأوهام التي بدأت في الانتشار بين الشباب
المسلم السني: أنَّ الشيعة ارتبطت تاريخيّأ بالثورة والمقاومة لحكام الجور،
بينما كان أهل السنة جبناء مستسلمين.
ورد الدكتور محمد عمارة على ذلك بأن هذه المقولة يروّجُ لها الخبثاء في
صفوف الجهلاء، وهي واحدة من الأوهام المضادة للحقائق الصلبة، فقد
فتج المسلمون من اهل السُّنّةِ في ثمانين عامأ أوسع مما فتج الرومان في ثمانية
قرون، وأزالوا القوة العظمى التي قهرت الشرق أكثر من عشرة قرون،
وهؤلاء هم الذين فتحوا ونشروا الإسلام، وأسسوا القواعد الحضارية
الإسلامية التي انارت العالمين، بينما الشيعة يلعنونهم، وحكموا عليهم
بالكفر والردة (1).
كما أنه انتشرت دعوة بين الشباب للانضمام للمذهب الشيعي خصوصأ
بعد نجاح الثورة الإيرانية، وبعد نجاح حزب اللّه في هزيمة إسرائيل عام
(0 0 0 2 م) و (6 0 0 2 م) بحجّة أنّ المذهب الشيعي ثوري ومقا،-م.
ويرد الدكتور محمد عمارة بذكاء شديد على ذلك مستدلاّ بالتاريخ الذي
يلجأ إليه لأخذ نماذج منه، ويرد بأننا نُعْجَبُ بحلف الفضول الذي اقيم في
الجاهلية لنصرة المظلوم ومقاومة الطلم، ولكن لا يمكن لعاقل أن يقول
بضرورة الإعجاب بالعقيدة الوثنية التي كان يعتقد بها أغلبُ الذين عقدوا هذا
الحلف (2).
وهنا يرى الدكتور محمد عمارة انّه لا يوجدُ ارتباط ضروري ولا علاقة
عضوية بين الإعجاب بالثورة والمقاومة وتأييدها، وبين الإعجاب والتأييد
(1)
(2)
الدكتور محمد عمارة: التاريخ السني والشيعي، المصريون، 9/ 4/ 07 0 2 م.
الدكتور محمد عمارة: المقاومة وعقيدة المقاومين، المصريون، 26/ 07/3 20 م.
50

الصفحة 50