كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

في مقابل ما يسميه نضال وبطولة أهل السنة والجماعة نجده يذكر مثالاً
آخر عند الشيعة: وهو أن الدولة الصفوية الشيعية التي قامت في إيران في
بدايات القرن السادس عشر على يد الشاه إسماعيل الصفوي، يرى الدكتور
محمد عمارة أنّ هذه الدولة كانت عونأ للاستعمار الغربي في إضعاف الدولة
العثمانية السنية، والاستيلاء على بلدان العالم الإسلامي ووضعها تحت
السطوة الاستعمارية، وانَّ أهل السنة هم الذين تحملوا عبء الجهاد
التحرري من ربقة الاستعمار.
ويسقط الدكتور محمد عمارة على الوقت الحاضر فيذكر: انَّ قطاعات من
الشيعة في العراق يتحالفون مع الاحتلال الأمريكي ضد المقاومة السنية،
وأيضأ التشيع الإيراني هو الذي ساعد أمريكا على احتلال أفغانستان (1).
وفي النهاية يخلص الدكتور محمد عمارة إلى أنّ تاريخ الشيعة لم يعرف
انخراطهم في الثورات ضد الحكام الظلمة وضد الاحتلال الأجنبي إلا في
القرن العشرين، ولقد ظلوا طوال تاريخهم منذ الإمام جعفر الصادق
(48 - 80 اهـ)، يعلّقون الاشتغال بالسياسة، والقيام بالثورة، وبناء
الدولة، وتأسيس الحكومة على ظهور الإمام الغائب (2).
ورغم اتفاقنا الفكري مع الدكتور محمد عمارة في ردوده القوية إلا أننا
نأخذ عليه بعض الأمور، مثل: اتهامه لابن العلقمي بتسهيلى دخول المغول
إلى بغداد، وهو اتهام درج عليه المؤرخون منذ مئات السنين، ولكن تصدى
بعضُ الباحثين من أهل السنة لدراستها وتفنيدها ونقدها لإثبات الحقيقة التي
هي بغية المؤمن، وانتهى إلى زيف الاتهام جملة وتفصيلاً (3).
(1)
(2)
(3)
الدكتور محمد عمارة: فرق كبير بين الثرى والثريا، المصريون، 23/ 4/ 07 20 م.
الدكتور محمد عمارة: ماذا بقي للشيعة بعد جهاد أهل السنة؟!،
المصريون، 30/ 07/4 20 م.
راجع: الدكتور سعد بن محمد بن حذيفة: سقوط الدولة العباسية، -
52

الصفحة 52