كما أنّه ينفي قيام الشيعة بالثورات منذ وفاة الإمام جعفر الصادق، ولكننا
نجد في أحداث التاريخ عدة ثورات قاموا بها في العهد العبالصي، حتى قامت عدة
دولى شيعية؟ مثل: دولة الأدارسة في بلاد المغرب الغربي، والزيدية في اليمن.
وبأسلوب النقاش القائم على الحجة والدليل ينتقد الدكتور محمد عمارة
بناء السلطة عند الشيعة على عصمة الأئمة الذين رفعوهم فوق مقام الأنبياء
والمرسلين، وهذا ما أكده الخميني حديثأ في كتابه: (الحكومة الإسلامية)
والذي ذكر: أنَّ للإمام مقامأ محموداً، ودرجةً ساميةً، وخلافة تكوينيةً،
لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل، وهذ! ما جعل الدكتور محمد عمارة
يساوي بينهم وبين الكاثوليك في نظرتهم للباباوات: "حتى لقد شابهت الشيعة
في هذ 5 العقيدة أن تكون كنيسة وكهانة كنسية تحت رايات الإسلام " (1).
وبذلك عمل الخميني على الترسيخ لولاية الفقيه وسلطته التي جعلها
شاملة لكل سلطات الإمام، التي هي سلطات الرسولى، الثي هي سلطات
اللّه، وجعل الفقيه نائب الإمام.
بينما نجد أن السلطة عند أهل السنة مختلفة، فالإمام محمد عبده يرى أ ن
الرسول ع! ي! كان مبلّغأ ومذكّراً، لا مهيمنأ ولا مسيطراً، ولا يوجد سلطة
دينية في الإسلام سوى سلطة الموعظة الحسنة، وكل سلطة للخليفة أو القائد
أو المفتي أو شيخ الإسلام هي سلطة مدنية (2).
ويأتي السؤالى الذي يطرحه الدكتور محمد عمارة: لماذا الخلاف بين أهل
السنة والشيعة؟.
(1)
(2)
ا لريا ض، 3 0 4 ا هـ، ص 4 33 - 2 4 3.
الدكتور محمد عمارة: السلطة عند السنة والشيعة، المصريون،
2007/ 6/4 م.
المصدر السابق نفسه.
53